لماذا یضاعف ثواب وعقاب المرموقین؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 10
أمّا السعادة الخالدة أو زخارف الدنیا!سورة الأحزاب / الآیة 32 ـ 34

قلنا: إنّ هذه الآیات وإن کانت تتحدّث عن نساء النّبی بأنّهنّ إن أطعن الله فلهنّ أجر مضاعف، وإن إرتکبن ذنباً مبیّناً فلهنّ عذاب الضعف بما اکتسبن، إلاّ أنّ الملاک والمعیار الأصلی لما کان إمتلاک المقام والمکانة المرموقة، والشخصیة الاجتماعیة البارزة، فإنّ هذا الحکم صادق فی حقّ الأفراد الآخرین الذین لهم مکانة ومرکز إجتماعی مهمّ.

إنّ مثل هؤلاء الأفراد لا یرتبط سلوکهم وتصرفاتهم بهم خاصّة، بل إنّ لوجودهم بعدین: بعد یتعلّق بهم، وبعد یرتبط بالمجتمع، ویمکن أن یکون نمط حیاتهم سبباً لهدایة جماعة من الناس، أو ضلال اُخرى.

بناءً على هذا فإنّ لأعمالهم أثرین: أحدهما فردی، والآخر اجتماعی، ولکلّ منهما ثواب وعقاب بهذا اللحاظ، ولذلک نقرأ فی حدیث عن الإمام الصادق(علیه السلام) أنّه قال: «یغفر للجاهل سبعون ذنباً قبل أن یغفر للعالم ذنب واحد»(1)!

ومضافاً إلى ذلک، فإنّ العلاقة وثیقة بین مستوى العلمیة ومقدار الثواب والعقاب، کما ورد ذلک فی بعض الأحادیث الشریفة، حیث نقرأ: «إنّ الثواب على قدر العقل»(2).

وجاء فی حدیث آخر عن الإمام الباقر(علیه السلام): «إنّما یداقّ الله العباد فی الحساب یوم القیامة على قدر ما آتاهم من العقول فی الدنیا»(3).

بل ورد فی روایة عن الإمام الصادق(علیه السلام): إذا بلغت النفس ههنا ـ وأشار بیده إلى حلقه ـ لم یکن للعالم توبة، ثمّ قرأ: (إنّما التوبة على اللّه للذین یعملون السوء بجهالة)(4).

ومن هنا یتّضح أنّه ربّما کان معنى المضاعف والمرتین هنا هو الزیادة، فقد تکون ضعفین حیناً، وتکون أضعافاً مضاعفة حیناً آخر، تماماً کما فی الأعداد التی لها صفة التکثیر، خاصّة وأنّ الراغب یقول فی مفرداته فی معنى الضعف: ضاعفته: ضممت إلیه مثله فصاعداً ـ تأمّلوا بدقّة ـ.

والروایة التی ذکرناها قبل قلیل حول التفاوت بین ذنب العالم والجاهل إلى سبعین ضعفاً شاهد آخر على هذا الإدّعاء.

إنّ تعدّد مراتب الأشخاص واختلاف تأثیرهم فی المجتمع نتیجة اختلاف مکاناتهم الإجتماعیة، وکونهم اُسوة یوجب أن یکون الثواب والعقاب الإلهی بتلک النسبة.

وننهی هذا البحث بحدیث عن الإمام السجّاد علیّ بن الحسین(علیهما السلام)، وذلک أنّ رجلا قال له: إنّکم أهل بیت مغفور لکم، فغضب الإمام وقال: «نحن أحرى أن یجری فینا ما أجرى الله فی أزواج النّبی(صلى الله علیه وآله) من أن نکون کما تقول، إنّا نرى لمحسننا ضعفین من الأجر، ولمسیئنا ضعفین من العذاب، ثمّ قرأ الآیتین»(5).


1. أصول الکافی، ج 1، ص 37، (باب لزوم الحجّة على العالم).
2. المصدر السابق، ص 9، (کتاب العقل والجهل).
3. المصدر السابق.
4. المصدر السابق، ص 38، (باب لزوم الحجّة على العالم)، والآیة 17 من سورة النساء.
5. تفسیر مجمع البیان، ج 8، ص 354، ذیل الآیة مورد البحث.
أمّا السعادة الخالدة أو زخارف الدنیا!سورة الأحزاب / الآیة 32 ـ 34
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma