عقوبات تربویة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 10
سورة السجدة / الآیة 21 ـ 22 سورة السجدة / الآیة 23 ـ 25

بعد البحث الذی مرّ فی الآیات السابقة حول المجرمین وعقابهم الألیم، فإنّ الآیات مورد البحث تشیر إلى أحد الألطاف الإلهیّة الخفیّة وهی موارد العذاب الخفیف فی الدنیا لیتّضح أنّ الله سبحانه لا یرید أن یبتلی عبداً بالعذاب الخالد أبداً، ولذلک یستخدم کلّ وسائل التوعیة لنجاته، فیرسل الأنبیاء، وینزل الکتب السماویة، ینعم ویبتلی بالمصائب، وإذا لم تنفع أیّة وسیلة منها فلیس إلاّ نار الجحیم.

تقول الآیة: (ولنذیقنّهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأکبر لعلّهم یرجعون).

من المسلّم أنّ «العذاب الأدنى» له معنىً واسع یتضمّن أغلب الاحتمالات التی کتبها المفسّرون بصورة مفصّلة:

فمن جملتها، أنّ المراد المصائب والآلام والمشقّة.

أو القحط والجفاف الشدید الذی دام سبع سنین وابتلی به المشرکون فی مکّة حتى اضطروا إلى أکل أجساد الموتى!

أو الضربة القاصمة التی نزلت علیهم فی غزوة بدر، وأمثال ذلک.

أمّا ما احتمله البعض من أنّ المراد عذاب القبر، أو العقاب فی الرجعة فلا یبدو صحیحاً، لأنّه لا یناسب جملة (لعلّهم یرجعون)أی عن أعمالهم.

من البدیهی أنّ العذاب موجود فی هذه الدنیا أیضاً، بحیث إذا نزل اُغلقت أبواب التوبة، وهو عذاب الإستئصال، أی العذاب والعقوبات التی تنزل لفناء الأقوام العاصین حینما لا تنفع ولا تؤثّر فیهم أیّ وسیلة توعیة وتنبیه.

وأمّا «العذاب الأکبر» فیعنی عذاب یوم القیامة الذی یفوق کلّ عذاب حجماً وألماً.

وهناک التفاتة أشار إلیها بعض المفسّرین فی أنّه لماذا جعل «الأدنى» فی مقابل «الأکبر»، فی حین أنّه یجب إمّا أن یقع الأدنى مقابل الأبعد، أو الأصغر فی مقابل الأکبر؟

وذلک أنّ لعذاب الدنیا صفتین: کونه صغیراً، وقریباً، ولیس من المناسب التأکید على صغره عند التهدید، بل یجب التأکید على قربه. ولعذاب الآخرة صفتان أیضاً: کونه بعیداً وکبیراً، والمناسب فی شأنه التأکید على کبره وعظمته لا بعده ـ تأمّلوا جیداً ـ .

وتقدّم أنّ التعبیر بـ (لعلّ) فی جملة (لعلّهم یرجعون) بسبب أنّ الإحساس بالعقوبات التحذیریة لیس علّة تامّة للوعی والیقظة، بل هو جزء العلّة، ویحتاج إلى أرضیّة مهیّأة، وبدون هذا الشرط لا یحقّق النتیجة المطلوبة، وکلمة (لعلّ) إشارة إلى هذه الحقیقة.

وتتّضح من هذه الآیة إحدى حکم المصائب والإبتلاءات والآلام التی تعتبر من المسائل الملحّة والمثیرة للجدل فی بحث التوحید ومعرفة الله وعدله.

ولیس فی هذه الآیة فحسب، بل اُشیر فی آیات اُخرى من القرآن إلى هذه الحقیقة، ومن جملتها فی الآیة 94 من سورة الأعراف (وما أرسلنا فی قریة من نبیّ إلاّ أخذنا أهلها بالبأساء والضرّاء لعلّهم یضرّعون).

ولمّا لم تنفع أیّة وسیلة من وسائل التوعیة والتنبیه، حتى العذاب الإلهی، لم یبق طریق إلاّ انتقام الله من هؤلاء القوم الذین هم أظلم الناس، وکذلک تقول الآیة التالیة: (ومن أظلم ممّن ذکّر بآیات ربّه ثمّ أعرض عنها إنّا من المجرمین منتقمون).

فلم تؤثّر فیهم النعمة الإلهیّة، ولا العذاب والإبتلاءات التحذیریة، وعلى هذا فلا أحد أظلم منهم، وإذا لم یُنتقم من هؤلاء فمّمن الإنتقام؟

من الواضح ـ وبملاحظة الآیات السابقة ـ أنّ المراد من «المجرمین» هنا هم منکرو المبدأ والمعاد الذین لا إیمان لهم.

وقد وصف جماعة من الناس فی آیات القرآن مراراً بأنّهم (أظلم) من الباقین، وبالرغم من تعبیراتها المختلفة إلاّ أنّها تعود جمیعاً إلى أصل الکفر والشرک، وبناءً على هذا فإنّ معنى (أظلم) الذی یعتبر صیغة تفضیل یتطابق مع هذه المصادیق.

والتعبیر بـ (ثمّ) فی الآیة، والذی یدلّ عادةً على التراخی، لعلّه إشارة إلى أنّ أمثال هؤلاء یُعطون فرصة ومجالا کافیاً للتفکیر والبحث، ولا تکون معاصیهم الابتدائیة سبباً لانتقام الله

أبداً، إلاّ أنّهم سیستحقّون إنتقام الله عزّوجلّ بعد انتهاء الفرصة اللازمة.

ویجب الإلتفات إلى أنّ التعبیر بـ «الإنتقام» یعنی العقوبة فی لسان العرب، ومع أنّ معنى الکلمة أصبح فی المحادثات الیومیة یعنی تشفّی القلب وإبراد الغلیل من العدو، إلاّ أنّ هذا المعنى لا وجود له فی الأصل اللغوی، ولذلک فإنّ هذا التعبیر قد استعمل مراراً فی شأن الله عزّوجلّ فی القرآن المجید، فی حین أنّه سبحانه أسمى وأعلى من هذه المفاهیم، فهو لا یفعل شیئاً إلاّ وفق الحکمة.

سورة السجدة / الآیة 21 ـ 22 سورة السجدة / الآیة 23 ـ 25
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma