تناولت الآیات الست المتقدمة بحوثاً مختلفة فی معرفة الله، وهی بمجموعها تمثل حلقات متصلة ودورة کاملة طریفة، بدءاً بخلق السماء إلى خلق البشر من التراب، ومن رباط الحب فی الأسرة، إلى النوم الذی یمنح الدعة والاطمئنان فی اللیل والنهار، ومن تدبیر النظام والعالم متدرجاً، إلى البرق والغیث واختلاف الألسنة والألوان... فهی مجموعة مناسبة من آیات الآفاق وآیات الأنفس!.
الطریف هنا أن کلّ آیة من الآیات الست یذکر فیها قسمان من دلائل التوحید، لیهیء الأوّل الأرضیة المناسبة، والآخر للتحکیم والتأکید، وهذا یشبه تماماً الإتیان بشاهدین عدلین لإثبات المدّعى، فیکون المجموع اثنی عشر شاهداً صادقاً على قدرة الله الحق، التی لا نهایة ولا أمد لها.