اتّبع الوحی الإلهی فقط:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 10
سبب النّزولسورة الأحزاب / الآیة 4 ـ 6

إنّ من أخطر المنعطفات والمنحدرات التی تعترض طریق القادة الکبار قضیّة اقتراحات الصلح والتنازل والوفاق التی تطرح من قبل المخالفین، وتضع الخطوط الملتویة والطرق المنحرفة إلى جانب طریق القادة، وتسعى لحرفهم عن مسیرهم الأصلی، وهذا امتحان صعب وعسیر لهؤلاء.

لقد بذل مشرکو «مکّة» ومنافقو «المدینة» کلّ ما فی وسعهم لیحرّفوا الرّسول الأکرم(صلى الله علیه وآله)عن خطّ التوحید من خلال طرح مقترحات السلام والإتّفاق، ومن جملتها ما قرأناه فی سبب النّزول، إلاّ أنّ اُولى آیات سورة الأحزاب نزلت فأنهت مؤامراتهم، ودعت النّبی (صلى الله علیه وآله)إلى الإستمرار فی اُسلوبه الحاسم فی خطّ «التوحید» بدون أدنى تراجع وتنازل ومسالمة.

إنّ هذه الآیات بمجموعها تأمر النّبی(صلى الله علیه وآله) بأربعة أوامر مهمّة:

الأوّل: فی مجال التقوى، والتی تهیّء الأرضیة لکلّ برنامج آخر، فتقول: (یاأیّها النّبی اتّق الله).

إنّ حقیقة التقوى هی ذلک الإحساس الداخلی بالمسؤولیة، ولولا هذا الإحساس فإنّ الإنسان لا یندفع ولا یتحرّک باتّجاه أی برنامج بنّاء.

التقوى هی الهدف الأسمى للهدایة والإنتفاع بآیات الله، کما جاء فی الآیة الثّانیة من سورة البقرة: (هدىً للمتّقین).

صحیح أنّ المرحلة النهائیة للتقوى تحصل بعد الإیمان والعمل طبق أوامر الله سبحانه، إلاّ أنّ مرحلتها الابتدائیة تقع قبل کلّ هذه المسائل، لأنّ الإنسان إذا لم یحسّ بالمسؤولیة داخلیاً، فإنّه لا یسعى للتحقّق من دعوة الأنبیاء والتثبّت منها، ولا یصغی إلیها، وحتى مسألة (دفع الضرر المحتمل) التی عدّها علماء الکلام والعقائد أساس ودعامة السعی إلى معرفة الله، فإنّها فی الحقیقة فرع التقوى.

الثّانی: نفی ورفض طاعة الکافرین: (ولا تطع الکافرین والمنافقین) وتقول الآیة فی النهایة تأکیداً لهذا الموضوع: (إنّ الله کان علیماً حکیم) فإنّه تعالى حینما یأمرک بعدم إتّباع هؤلاء، فإنّ ذلک صادر عن حکمته اللامتناهیة، لأنّه یعلم ما اُخفی فی هذ الإتّباع والمهادنة من المصائب، الألیمة، والمفاسد الجمّة.

وعلى کلّ حال، فإنّ أوّل وظیفة بعد التقوى والإحساس بالمسؤولیة، هی غسل القلب وتصفیته من الغیر، واقتلاع الأشواک الضارّة المؤذیة من هذه الأرض المعنویة.

الثّالث: نثر بذور التوحید واتّباع الوحی الإلهی، فیقول: (واتّبع ما یوحى إلیک من ربّک)واحذر فـ (إنّ الله کان بما تعملون خبیر) وبناءً على هذا فإنّ الواجب الأوّل هو طرد

الشیاطین من أعماق الروح لتحلّ محلّها الملائکة، وأن تقلع الأشواک لتبذر محلّها الورود، ویجب أن تطهّر الأرض من الطواغیت لتخلّفهم حکومة الله ونظامه المقدّس.

ولمّا کانت هناک مشاکل کثیرة، وتهدیدات ومؤامرات، ومعوّقات فی الاستمرار فی سلوک هذا الطریق، فإنّه تعالى یصدر الأمر الرابع بأن (وتوکّل على الله وکفى بالله وکیل)فلو أنّ الف عدوّ یسعى لقتلک، فلا تخش ولا تخف منهم لأنّی ناصرک ومعینک.

ومع أنّ المخاطب فی هذه الآیات هو النّبی(صلى الله علیه وآله)، إلاّ أنّه خطاب لکلّ المؤمنین، ولعامّة المسلمین، وهو وصفة طبیة تمنح الحیاة، ودواء لبث النشاط والحیویة فی کلّ عصر وزمان.

وقال بعض المفسّرین: إنّ الخطاب بـ (یاأیّه) خاصّ بالموارد التی یراد منها جلب انتباه العموم لمطلب ما، وإن کان المخاطب واحداً، بخلاف الخطاب بـ ) والذی یستعمل فی الموارد التی یراد منها شخص المخاطب(1). ولمّا کانت هذه الآیات قد بدأت بـ (یاأیّه) فإنّها تؤکّد کون الهدف من هذه الآیات هو العموم.

والشاهد الآخر للتعمیم، هو أنّ جملة: (إنّ الله کان بما تعملون خبیر) قد وردت بصیغة الجمع، وإذا کان المخاطب هو النّبی(صلى الله علیه وآله)، فینبغی أن تقول الآیة: إنّ الله کان بما تعمل خبیراً ـ .

ولا یخفى أنّ هذه الأوامر الموجّهة إلى النّبی(صلى الله علیه وآله) لا تعنی أنّه کان مقصّراً فی التقوى أو أنّه یتّبع الکافرین والمنافقین، بل إنّ لهذه الأوامر صفة التأکید على واجبات النّبی(صلى الله علیه وآله) من جهة، وهی درس وعبرة لکلّ المؤمنین من جهة اُخرى.


1. التفسیر الکبیر، ج 25، ص 190، ذیل الآیات مورد البحث.
سبب النّزولسورة الأحزاب / الآیة 4 ـ 6
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma