لقد بیّن الله سبحانه فی هذه الآیة حکماً آخر من الأحکام المتعلّقة بزوجات النّبی، فقال عزّوجلّ: (لا یحلّ لک النساء من بعد ولا أن تبدّل بهنّ من أزواج ولو أعجبک حسنهنّ إلاّ ما ملکت یمینک) فالآیة منعت الرّسول من الزواج الجدید إلاّ الإماء والجواری (وکان الله على کلّ شیء رقیب).
للمفسّرین وفقهاء الإسلام بحوث کثیرة فی هذه الآیة، ووردت فی المصادر الإسلامیة روایات مختلفة فی هذا الباب، ونحن نذکر أوّلا ما یبدو من ظاهر الآیة أنّه مرتبط بالآیات السابقة واللاحقة ـ بغضّ النظر عن أقوال المفسّرین ـ ثمّ نتناول المطالب الاُخرى.
الظاهر من تعبیر (من بعد) أنّ الزواج محرّم علیک بعد هذا، وبناءً على هذا فإنّ (بعد) إمّا أن تعنی (بعد) الزمانیة، أی لا تتّخذ زوجة بعد هذا الزمان، أو أنّ المراد أنّک بعد أن خیّرت أزواجک بین البقاء معک والحیاة حیاة بسیطة فی بیتک، وبین فراقهنّ، وقد رجّحن البقاء معک عن رغبة منهنّ، فلا ینبغی أن تتزوّج بعدهنّ بامرأة اُخرى.
وکذلک لا یمکنک أن تطلّق بعضهنّ وتختار مکانهنّ زوجات اُخر. وبتعبیر آخر: لا تزد فی عددهنّ، ولا تبدّل الموجود منهنّ.