لا أحد مجبر على اتّباع الشّیطان:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 10
سورة سبأ / الآیة 20 ـ 21 سورة سبأ / الآیة 22 ـ 27

هذه الآیات فی الحقیقة تمثّل نوعاً من الإستنتاج العام من قصّة «قوم سبأ» التی مرّت فی الآیات السابقة، ورأینا کیف أنّهم باستسلامهم لهوى النفس ووسوسة الشیطان، أصبحوا معرضاً لکلّ تلک الخیبة وسوء التوفیق.

یقول تعالى فی الآیة الاُولى من هذه الآیات: (ولقد صدّق علیهم إبلیس ظنّه فاتّبعوه إلاّ فریقاً من المؤمنین).

بتعبیر آخر، فإنّ إبلیس بعد امتناعه من السجود لآدم وطرده من محضر الکبریاء الإلهی، توقّع وقال: (فبعزّتک لأغوینّهم أجمعین * إلاّ عبادک منهم المخلصین)(1) وإنّ هذا التوقّع قد صحّ بالنسبة لهؤلاء القوم. فمع أنّه (لعنه الله) قد قال حدیثه هذا تخمیناً وتوقّعاً، ولکن هذا التخمین أصبح واقعاً فی النتیجة. واتّبعه ضعفاء الإیمان والإرادة وسقطوا فی فخاخه زرافات ووحداناً، إلاّ مجموعة صغیرة من المؤمنین استطاعت تحطیم سلاسل الوساوس الشیطانیة، وتفادت الوقوع فی مصیدته، جاءوا أحراراً وعاشوا أحراراً ورحلوا أحراراً، ومع أنّهم کانوا قلّة من حیث العدد، إلاّ أنّ کلّ واحد منهم کان یعدل دنیا بأسرها من حیث القیمة المعنویة «اُولئک هم الأقلّون عدداً والأکثرون عند الله قدراً»(2).

وتشیر الآیة التالیة إلى مطلبین فیما یخصّ الوساوس الشیطانیة، والأشخاص الذین یقعون تحت سلطته، والأشخاص الذین لیس له علیهم سلطان، فتقول الآیة المبارکة: (وما کان له علیهم من سلطان).

إذن فنحن الذین نجیز له الدخول ونعطیه تأشیرة العبور من حدود دولة الفردیة إلى داخل قلوبنا، وذلک هو عین ما ینقله القرآن عن لسان الشیطان نفسه (وما کان لی علیکم من سلطان إلاّ أن دعوتکم فاستجبتم لی)(3)، ولکن من الواضح أنّه بعد إجابة دعوته من قبل عدیمی الإیمان، وعبید الهوى، لا یهدأ له بال، بل یسعى إلى إحکام سلطته على وجودهم.

لذا فإنّ الآیة تؤکّد أنّ الهدف من إطلاق ید إبلیس فی وسوساته، إنّما هو لأجل معرفة المؤمنین من غیرهم ممّن هم فی شکّ: (إلاّ لنعلم من یؤمن بالآخرة ممّن هو منها فی شکّ)(4).

بدیهی أنّ الله تعالى مطّلع تماماً على کلّ ما یقع فی هذا العالم منذ الأزل حتى الأبد، وعلیه فإنّ جملة «لنعلم» لیس مفهومها أنّ الله تعالى یقول: «بأنّنا لم نکن نعلم بالمؤمنین بالآخرة من الذین هم فی شکّ منها، ویجب أن تکون هناک للشیطان وسوسة حتى نعلم ذلک» کلاّ، بل المقصود من هذه الجملة هو التحقّق العینی لعلم الله، لأنّ الله سبحانه وتعالى لا یعاقب أحداً بناءً على علمه بالبواطن، والأعمال المستقبلیة لذلک الشخص، بل یجب توفّر میدان للإمتحان، ومن خلال وساوس الشیاطین وهوى النفس یُظهر الإنسان ما بداخله ـ بکامل الإرادة والإختیار ـ إلى الواقع الفعلی، ویتحقّق علم الله سبحانه وتعالى عیناً، لأنّه لولا تحقّق الأعمال بالفعل لا یحصل الإستحقاق للثواب والعقاب.

وبتعبیر آخر: فإنّ الثواب والعقاب لا یقع على حسن الباطن أو سوئه، فلابدّ لما هو موجود بالقوّة أن یتحقّق بالفعل.

ثمّ تختتم الآیة بتنبیه للعباد (وربّک على کلّ شیء حفیظ). حتى لا یتصوّر أتباع الشیطان بأنّ أعمالهم وأقوالهم تتلاشى فی هذه الدنیا، أو أنّ الله ینسى، کلاّ، بل إنّ الله یحتفظ بکلّ ذلک إلى یوم الجزاء.


1. ص، 82 و83.
2. نهج البلاغة، الکلمات القصار، الجملة 147.
3. إبراهیم، 22.
4. على هذا المعنى الذی ذکرناه فی تفسیر الآیة، فإنّ الاستثناء هنا «استثناء متّصل» بقرینة ما ورد فی الآیة 42 من سورة الحجر: (إنّ عبادی لیس لک علیهم سلطان إلاّ من اتّبعک من الغاوین)، بلحاظ أنّ ظاهر هذه الآیة أنّ للشیطان سلطة على الغاوین ـ طبعاً بعض المفسّرین احتملوا أن یکون «الاستثناء منقطعاً أیضاً».
سورة سبأ / الآیة 20 ـ 21 سورة سبأ / الآیة 22 ـ 27
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma