نبئونی لماذا؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 10
سورة سبأ / الآیة 22 ـ 27 طریق تسخیر القلوب:

قلنا فی بدایة السورة بأنّ هناک مجموعة من آیاتها تتحدّث حول المبدأ والمعاد والإعتقادات الحقّة، ومن ربطها مع بعضها نحصل على حقائق جدیدة.

فی هذا المقطع من الآیات یجرّ القرآن المشرکین فی الواقع إلى المحاکمة، وبالضربات الماحقة للأسئلة المنطقیة، یحشرهم فی زاویة ضیّقة، ثمّ یبیّن تفسّخ منطقهم الواهی بخصوص شفاعة الأصنام.

فی هذه المجموعة من الآیات، خوطب الرّسول الأکرم (صلى الله علیه وآله) خمس مرّات، وقیل له: (قل) لهم... وفی کلّ مرّة تعرض الآیات مطلباً جدیداً یتعلّق بمصیر الأصنام وعبّادها، بشکل یُشعر معه بأن لیس هناک عقیدة أفرغ ولا أجوف من عبادة الأصنام، بل لا یمکن أساساً تسمیة هذه العبادة (عقیدة) أو (مذهباً).

فی الآیة الاُولى یقول تعالى: (قل ادعوا الذین زعمتم من دون الله) (1) علموا أنّ هذه الأصنام أو الشرکاء لا یستجیبون لدعائکم أبداً، ولا یحلّون لکم مشکلة، ثمّ تنتقل الآیة إلى عرض الدلیل على هذا القول، فیقول تعالى: لأنّهم (لا یملکون مثقال ذرّة فی السماوات ولا فی الأرض وما لهم فیهما من شرک وما له منهم من ظهیر).

فلو کانوا یستطیعون شیئاً لکان لهم أحد هذه الأوصاف الثلاثة: إمّا مالکیة مستقلّة لشیء فی السماء أو الأرض، أو على الأقل مشارکة مع الله فی أمر الخلق، أو معاونة الخالق فی شیء من هذه الاُمور.

فی حال أنّ الواضح هو أنّ «واجب الوجود» واحد لا غیر، والباقون جمیعهم «ممکن الوجود» مرتبطون به، ولو قطع الله تعالى نظر لطفه عنهم لحظة لأحلّهم دار البوار والعدم.

واللطیف هو قوله تعالى: (مثقال ذرّة فی السماوات والأرض)، فموجودات  لا تملک فی هذه السماء اللامحدودة، وهذه الأرض المترامیة الأطراف ما یعادل «مثقال ذرّة»، فأی مشکلة یمکنها حلّها لنفسها، ناهیک عن سواها!!

هنا یتبادر إلى الذهن فوراً السؤال التالی: إذا کان الأمر کذلک، فماذا تکون قضیّة شفاعة الشفعاء؟

وللإجابة على هذا التساؤل تقول الآیة التی بعدها: لو کان هناک شفعاء لدى الله تعالى فانّهم لا یشفعون إلاّ بإذنه وأمره (ولا تنفع الشفاعة عنده إلاّ لمن أذن له).

وعلیه فإنّ العذر الذی یتعلّل به الوثنیون بقولهم: (هؤلاء شفعاؤنا عند الله)(2)، ینتهی بهذا الجواب، وهو أنّ الله سبحانه وتعالى، لم یجز شفاعتها أبداً.

أمّا جملة (إلاّ لمن أذن له) فهی إشارة إلى الشافعین أو إلى المشفوع لهم، إحتمل المفسّرون الإحتمالین، وإن کان یناسب ما ورد فی الآیة السابقة من الحدیث حول الأصنام واُولئک الذین توهّموا أنّها شفعاؤهم، أن تکون الإشارة إلى «الشافعین».

ثمّ هل أنّ المقصود من «الشفاعة» هنا شفاعة الدنیا، أم الآخرة؟ کلا الاحتمالین واردان، ولکن الجملة التی تلی ذلک تدلّل على أنّ المقصود هو شفاعة الآخرة.

لذا تقول العبارة بعدها بأنّه فی ذلک الیوم تهیمن الوحشة والإضطراب على القلوب، ویستولی القلق على الشافعین والمشفوع لهم بانتظار أن یروا لمن یأمر الله بجواز الشفاعة؟ وعلى من ستجوز تلک الشفاعة؟ وتستمر حالة القلق والإضطراب، حتى حین... فیزول ذلک الفزع والإضطراب عن القلوب بصدور الأمر الإلهی. (حتى إذا فزّع عن قلوبهم)(3).

على کلّ حال فذلک یوم الفزع، وعیون الذین یطمعون بالشفاعة تعلّقت بالشفعاء، ملتمسة منهم الشفاعة بلسان الحال أو بالقول، ولکن الشفعاء أیضاً ینتظرون أمر الله، کیف؟ ولمن سیجیز الشفاعة؟ ویبقى ذلک الفزع وذلک الإضطراب عاماً، إلى أن یصدر عن الحکیم المتعالی أمره بخصوص المتأهّلین للشفاعة.

هنا وحینما یتواجه الفریقان ویتساءلان، (أو أنّ المذنبین یسألون الشافعین) (قالوا ماذا قال ربّکم) فیجیبونهم: (قالوا الحقّ)، وما الحقّ إلاّ جواز الشفاعة لمن لم یقطعوا إرتباطهم تماماً مع الله، لا للذین قطعوا کلّ حلقات الإرتباط، وأضحوا غرباء عن ورسوله وأحبّائه.

وتضیف الآیة فی الختام (وهو العلىّ الکبیر) وهذه العبارة متمّمة لما قاله «الشفعاء»، حیث یقولون: لأنّ الله علیٌّ وکبیر فأی أمر یصدره هو عین الحقّ، وکلّ حقّ ینطبق مع أوامره.

ما عرضناه هو أقرب تفسیر یتساوق وینسجم مع تعابیر الآیة، وللمفسّرین بهذا الخصوص تفسیرات اُخرى، والعجیب أنّ بعضها لم یأخذ بنظر الاعتبار الترابط بین صدر الآیة وذیلها وما قبلها وما بعدها.

فی الآیة التالیة یلج القرآن الکریم طریقاً آخر لإبطال عقائد المشرکین، ویجعل مسألة «الرازقیة» عنواناً بعد طرحه لمسألة «الخالقیة» التی مرّت معنا فی الآیات السابقة، وهذا الدلیل ـ أیضاً ـ یطرحه القرآن بصیغة السؤال والجواب من أجل إیقاظ وجدان هؤلاء والفاتهم إلى إشتباههم من خلال تثویر الجواب فی ذواتهم.

یقول تعالى: (قل من یرزقکم من السماوات والأرض).

بدیهی أن لا أحد منهم یستطیع القول بأنّ هذه الأصنام الحجریة والخشبیة هی التی تنزل المطر من السماء، أو تنبت النباتات فی الأرض، أو تسخّر المنابع الأرضیة والسماویة لنا.

الجمیل أنّه ـ بدون إنتظار الجواب منهم ـ یردف تعالى قائلا: (قل الله).

قل الله الذی هو منبع کلّ هذه البرکات، أی أنّ الأمر واضح إلى درجة لا یحتاج إلى جواب من طرف آخر، بل إنّ للسائل والمجیب رأیاً واحداً، لأنّ المشرکین یعتقدون بأنّ الله هو الخالق والرازق، والأصنام لها مقام الشفاعة فقط.

من الجدیر بالملاحظة ـ أیضاً ـ أنّ الأرزاق التی تصل إلى الناس من السماء لیست محصورة بالغیث، بل إنّ النور والحرارة الصادرة عن الشمس، والهواء الموجود فی جوّ الأرض، هی الاُخرى لا تقلّ أهمیّة عن قطرات المطر.

کما أنّ برکات الأرض کذلک، لیست محصورة فی النباتات، بل إنّ المنابع المائیة تحت سطح الأرض، والمعادن المختلفة التی کانت معروفة فی ذلک الوقت والتی عرفت بعد مرور الزمان تندرج تحت هذا العنوان أیضاً.

آخر الآیة تشیر إلى موضوع یمکنه أن یکون أساساً لدلیل واقعی ومتوائم مع غایة الأدب والإنصاف، بطریقة تستنزل الطرف المقابل من مرکب الغرور والعناد الذی یمتطیه، وتدفعه إلى التفکّر والتأمّل، یقول تعالى: (وإنّا أو إیّاکم لعلى هدىً أو فی ضلال مبین)(4).

وهذا إشارة إلى: أنّ عقیدتنا وعقیدتکم متضادّتان، وعلیه ـ بناءً على إستحالة الجمع بین النقیضین ـ فلا یمکن أن تکون الدعوتان على حقّ، لذا فمن المحتّم أن یکون أحد الفریقین أهل هدى، والثّانی أسیر الضلال.

والآن علیکم أن تفکّروا فی أیّ الفئتین على هدىً، وأیّهما على ضلال؟... انظروا إلى علامات وخصائص کلّ منهما، ومدى تطابقها مع علامات الهدى والضلال.

وهذا أحد أفضل أسالیب المناظرة والبحث، بأن یضع الطرف الآخر فی حالة من التفکّر والتفاعل، وما یتوهّمه البعض أنّ ذلک نوع من التقیّة فهو منتهى الإشتباه.

الملفت للنظر هو ذکر «على» من «الهدى» و«فی» مع «الضلال»، إشارة إلى أنّ المهتدین کأنّهم یرکبون مرکباً سریعاً، أو یستعلون مناراً عالیاً ویتسلّطون على کلّ شیء، فی حال کون الضالّین مغمورین فی ظلمة جهلهم.

ومن الجدیر بالملاحظة کذلک هو أنّه تعالى تحدّث عن «الهدى» أوّلا ثمّ «الضلال»، وذلک أنّه قال: «إنّا» فی بدایة الجملة أوّلا، ثمّ قال «إیّاکم»، لتکون تلمیحاً إلى هدى الفریق الأوّل، وضلالة الفریق الثانی.

ورغم أنّ بعض المفسّرین ذهبوا إلى أنّ وصف «المبین» یرتبط فقط (بالضلال)، بلحاظ أنّ الضلال أنواع وضلال الشرک أوضحها، ولکن یحتمل أیضاً أن یکون هذا الوصف للهدى والضلال على حدّ سواء، لأنّ «الصفة» فی مثل هذه الموارد  لا تتکرّر لتکون أکثر بلاغة، وعلیه فیکون (الهدى) مبنیاً و(الضلال) مبنیاً، کما ورد فی کثیر من آیات القرآن(5).

وتستمرّ الآیة التی بعدها بالاستدلال بشکل آخر ـ ولکن بنفس النمط المنصف الذی یستنزل الخصم من مرکب العناد والغرور. یقول تعالى: (قل لا تسألون عمّا أجرمنا ولا نُسأل عمّا تعملون).

والعجیب هنا أنّ الرّسول(صلى الله علیه وآله) مأمور باستعمال تعبیر «جرم» فیما یخصّه، وتعبیر «أعمال» فیما یخصّ الطرف الآخر، وبذا تتّضح حقیقة أنّ کلّ شخص مسؤول أن یعطی تفسیراً لأعماله وأفعاله، لأنّ نتائج أعمال أی إنسان تعود علیه، حسنها وقبیحها، وفی الضمن إشارة لطیفة إلى أنّنا إنّما نصرّ على إرشادکم وهدایتکم،  لا لأنّ ذنوبکم تقیّد فی حسابنا، ولا لأنّ شرّکم یضرّ بنا، نحن نصرّ على ذلک بدافع الغیرة علیکم وطلباً للحقّ.

الآیة التالیة ـ فی الحقیقة ـ توضیح لنتیجة الآیتین السابقتین، فبعد أن نبّه إلى أنّ أحد الفریقین على الحقّ والآخر على الباطل، وإلى أنّ کلاًّ منهما مسؤول عن أعماله، إنتقل إلى توضیح کیفیة التحقّق من وضع الجمیع، والتفریق بین الحقّ والباطل ومجازاة کلّ فریق طبق مسؤولیته، فیقول تعالى، قل لهم بأنّ الله سوف یجمعنا فی یوم البعث، ویحکم بیننا بالحقّ، ویفصل بعضنا عن بعض، حتى یعرف المهتدون من الضالّین، ویبلغ کلّ فریق بنتائج أعماله. (قل یجمع بیننا ربّنا ثمّ یفتح بیننا بالحقّ).

وإذا کنتم الیوم ترون أنّکم مخلوطون بعضکم البعض، وکلاًّ یدّعی بأنّه على الحقّ وبأنّه من أهل النجاة، فإنّ هذا الوضع لن یدوم إلى الأبد، ولابدّ أن یأتی یوم التفریق بین الصفوف، فربوبیة الله إقتضت فصل «الطیب» من «الخبیث» و«الخالص» من «المشوب» و«الحقّ» عن «الباطل» فی النهایة. ویستقرّ کلّ منهما فی مکانه اللائق.

فکّروا الآن ماذا ستعملون فی ذلک الیوم؟ وفی أی صفّ ستقفون؟ وهل أحضرتم إجابة لمساءلة الله فی ذلک الیوم؟

وفی آخر الآیة یضیف لیؤکّد حتمیة ذلک التفریق فیقول: (وهو الفتّاح العلیم). هذان الاسمان ـ وهما من أسماء الله الحسنى ـ أحدهما یشیر إلى قدرة الله تعالى على عملیة فصل الصفوف، والآخر إلى علمه اللا متناهی. إذ إنّ عملیة تفریق صفوف الحقّ عن الباطل لا یمکن تحقّقها بدون هاتین الصفتین. واستخدام کلمة «الربّ» فی الآیة أعلاه إشارةً إلى أنّ الله هو المالک والمربّی للجمیع، وذلک ممّا یقتضی أن یکون برنامج مثل ذلک الیوم معدّاً، وفی الحقیقة هی إشارة لطیفة إلى إحدى دلائل «المعاد».

لفظة «فتح»، کما یشیر الراغب فی مفرداته «الفتح إزالة الإغلاق والإشکال، وذلک ضربان: أحدهما: یدرک بالبصر کفتح الباب ونحوه، وکفتح القفل، والغلق والمتاع. والثّانی: یدرک بالبصیرة کفتح الهم وهو إزالة الغمّ، وذلک ضروب: أحدها: فی الاُمور الدنیویة کغمّ یُفرج وفقر یزال بإعطاء المال ونحوه، والثانی: فتح المستغلق من العلوم،... إلى أن یقول: و«فتح القضیّة فتاحاً» فصل الأمر فیها وأزال الإغلاق عنها». وعلیه فإنّ استخدام هذه المفردة هنا لأنّ الحکم والقضاء یتمّ أیضاً هناک، فضلا عن الفصل والتفریق بینهما الذی هو أحد معانی کلمة «فتح» ـ ومجازاة کلّ بما یستحق.

الجدیر بالملاحظة، هو أنّ بعض الرّوایات أشارت إلى ذکر «یافتّاح» فی الأدعیة لحلّ بعض المعضلات، لأنّ هذا الإسم الإلهی العظیم وهو بصیغة المبالغة من الفتح ـ یدلّل على قدرة الله على حلّ أی مشاکل ورفع أی حسرة وغمّ، وتهیئة أسباب أی فتح ونصر، وفی الواقع فإنّه هو وحده (الفتّاح)، ومفتاح کلّ الأبواب المغلقة فی ید قدرته تعالى.

فی الآیة الأخیرة من هذه الآیات والتی هی عبارة عن الأمر الخامس للرسول(صلى الله علیه وآله)یعود القرآن إلى الحدیث مرّة اُخرى فی مسألة التوحید التی ابتدأ بها لیختمه بها، یقول تعالى: (قل أرونی الذین ألحقتم به شرکاء).

فما هی قیمة هؤلاء وقابلیاتهم؟ فإن کان مقصودکم حفنة الحجر والخشب الجامدة المیتة، فإنّ ذلک لممّا یدعو إلى الخجل ویدلّل على سوء التوفیق أن تتوهّموا تشابه أحقر الموجودات ـ وهی الجمادات ممّا صنعت أیدیکم ـ مع الله تعالى، وإن إعتقدتم بأنّها تمثّل الأرواح والملائکة فالمصیبة أعظم، لأنّ هؤلاء أیضاً مخلوقات له سبحانه وتعالى، ومنفذة لأوامره.

لذا فبعد هذه الجملة مباشرة، وبکلمة واحدة یشطب على هذه الأباطیل فیقول: (کل)فهذه الأشیاء لا تستحقّ أن تعبد أبداً وهذه الأوهام والتصورات لیس لها شیء من الواقعیة، فإلى متى تسلکون هذه الطریقة الخاطئة.

وکلمة «کلاّ» مع صغرها استبطنت کلّ هذه المعانی.

ثمّ لأجل تأکید وتثبیت هذا المعنى یقول مختتماً الحدیث (بل هو الله العزیز الحکیم). فعزّته وقدرته الخارقة، تقتضی الدخول فی حریم ربوبیته، وحکمته تقتضی توجیه هذه القدرة فی محلّها.

نعم، فإنّ إمتلاک هذه الصفات علامة کونه واجب الوجود، وواجب الوجود وجود لا نهایة له ولا حدّ، وغیر قابل للتعدّد، ولا شریک له ولا شبیه، لأنّ أی تعدّد له یعنی حدّه وإمکانیته، بینما «الوجود اللا متناهی» دائماً وأبداً واحد لا غیر «تأمّل».


1. فی الحقیقة إنّ فی الجملة مستترین: الأوّل بعد (زعمتم) تقدیره «أنّهم آلهة» والثّانی بعد (من دون الله)تقدیره «لا یستجیبون دعاءکم» والجملة تکون هکذا «قل ادعوا الذین زعمتم أنّهم آلهة من دون الله لا یستجیبون لکم».
2. یونس، 18.
3. «فزع» من مادّة «فزع»، وفی وقت تعدّیها بحرف الجرّ (عن) تکون بمعنى إزالة الفزع والوحشة والإضطراب، کذلک لو وردت بصورة الثلاثی المجرّد وتعدّت بحرف الجرّ (عن) یکون لها نفس المعنى أیضاً.
4. هذه الجملة تقدیراً تعود إلى جملتین کما یلی «وانّا لعلى هدىً أو فی ضلال مبین، وإنّکم لعلى هدىً أو فی ضلال مبین» (تفسیر مجمع البیان، ج 7، ص 388).
5. راجع الآیات التالیة: النمل، 1; النور، 12; هود، 6; القصص، 2; النمل، 79.
سورة سبأ / الآیة 22 ـ 27 طریق تسخیر القلوب:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma