1ـ تحریم الغناء

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 10
الغناء أحد مکائد الشیاطین الکبیرة:2ـ ما هو الغناء؟

لا شکّ فی أنّ الغناء بصورة إجمالیة حرام على المشهور بین علماء الشیعة، وتصل هذه الشهرة إلى حدّ الإجماع.

وأکّد کثیر من علماء أهل السنّة على هذه الحرمة، وإن کان بعضهم قد استثنوا بعض الاُمور، وربّما لا یُعدّ بعضها استثناءً فی الحقیقة، بل تعتبر خارجة عن موضوع الغناء، أو کما یقال: خارج تخصّصاً.

یقول «القرطبی» فی ذیل الآیات مورد البحث فی هذا الباب: «وهو الغناء المعتاد عند المشتهرین به، الذی یحرّک النفوس ویبعثها على الهوى والغزل، والمجون الذی یحرّک الساکن ویبعث الکامن، فهذا النوع إذا کان فی شعر یُشبّب فیه بذکر النساء ووصف محاسنهن وذکر الخمور والمحرّمات لا یختلف فی تحریمه، لأنّه اللهو والغناء المذموم بالإتّفاق، فامّا ما سلم من ذلک فیجوز القلیل منه فی أوقات الفرح، کالعرس والعید وعند التنشیط على الأعمال الشاقّة کما کان فی حفر الخندق وحدو أنجشة وسلمة بن الأکوع، فامّا ما إبتدعته الصوفیة الیوم من الإدمان على سماع الأغانی بالآلات المطربة من الشبابات والطار والمعازف والأوتار فحرام»(1).

إنّ ما ذکره القرطبی وبیّنه کاستثناء، من قبیل الحداء للإبل، أو الأشعار الخاصّة التی کان یقرؤها المسلمون أثناء حفر الخندق، یحتمل قویّاً أنّه لم یکن من الغناء أساساً، فهو شبیه بالأشعار التی یقرؤها جماعة بلحن خاصّ فی المسیرات أو مجالس الفرح ومجالس العزاء الدینیّة.

وفی أیدینا أدلّة کثیرة على تحریم الغناء فی المصادر الإسلامیة، ومن جملتها الآیة أعلاه: (ومن النّاس من یشتری لهو الحدیث) وبعض آیات اُخر من القرآن التی تنطبق ـ على الأقلّ طبق الروایات الواردة فی تفسیر هذه الآیات ـ على الغناء، أو أنّ الغناء اعتُبر من مصادیقها:

ففی حدیث عن الإمام الصادق(علیه السلام) فی تفسیر آیة: (واجتنبوا قول الزّور)(2)قال: «قول الزور الغناء»(3).

وعنه(علیه السلام) فی تفسیر الآیة: (والّذین لا یشهدون الزّور)(4) قال: «الغناء»(5).

وقد رویت فی تفسیر هذه الآیة روایات عدیدة عن الإمام الباقر والصادق والرض(علیهم السلام)أوضحوا فیها أنّ أحد مصادیق لهو الحدیث الموجب للعذاب المهین هو «الغناء»(6).

إضافةً إلى هذا فإنّه تلاحظ فی المصادر الإسلامیة روایات کثیرة اُخرى ـ عدا ما ورد فی تفسیر الآیات ـ تبیّن تحریم الغناء بصورة مؤکّدة:

ففی حدیث مروی عن جابر بن عبدالله، عن النّبی(صلى الله علیه وآله): «کان إبلیس أوّل من تغنّى»(7).

وجاء فی حدیث آخر عن الإمام الصادق(علیه السلام): «بیت الغناء لا تؤمن فیه الفجیعة، ولا تجاب فیه الدعوة، ولا یدخله الملک»(8).

وفی حدیث آخر عنه(علیه السلام): «الغناء یورث النفاق، ویعقب الفقر»(9).

وفی حدیث آخر عن الصادق(علیه السلام): «المغنّیة ملعونة، ومن أدّاها ملعون، وآکل کسبها ملعون»(10).

وقد نقلت روایات کثیرة فی هذا المجال فی کتب أهل السنّة المعروفة أیضاً، ومن جملتها الروایة التی نقلها فی (الدرّ المنثور) عن جماعة کثیرة من المحدّثین، عن الرّسول الأکرم (صلى الله علیه وآله)، أنّه قال: «لا یحلّ تعلیم المغنّیات ولا بیعهنّ، وأثمانهنّ حرام»(11).

ونقل نظیر هذا المعنى کاتب (التاج) عن الترمذی والإمام أحمد(12).

ویروی ابن مسعود عن النّبی(صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «الغناء ینبت النفاق فی القلب کما ینبت الماء البقل»(13).

وبالجملة، فإنّ الرّوایات الواردة فی هذا الباب کثیرة جدّاً بحیث تصل إلى حدّ التواتر، ولهذا فإنّ أکثر علماء الإسلام قد أفتوا بالحرمة، علاوةً على علماء الشیعة، الذین یتّفقون بالرأی فی هذا الموضوع تقریباً، وقد نقل تحریمه عن أبی حنیفة أیضاً، وعندما سألوا «أحمد» ـ إمام السنّة المعروف ـ عن الغناء قال: ینبت النفاق.

وقال «مالک» ـ إمام أهل السنّة المعروف ـ مجیباً عن هذا السؤال: یفعله الفسّاق.

وصرّح «الشافعی» بأنّ شهادة أصحاب الغناء غیر مقبولة، وهذا بنفسه دلیل على فسق هؤلاء.

ونقل عن أصحاب الشافعی أیضاً أنّهم اعتبروا فتوى الشافعی تحریماً، على خلاف ما اعتقده البعض(14).


1. تفسیر القرطبی، ج7، ص5136.
2. الحجّ، 30.
3. وسائل الشیعة، ج 12، ص 225، باب تحریم الغناء.
4. الفرقان، 72.
5. وسائل الشیعة، ج 12، ص 225 - 227 و231، باب 99، باب تحریم الغناء.
6. المصدر السابق.
7. المصدر السابق.
8. المصدر السابق.
9. المصدر السابق.
10. سفینة البحار، ج2، ص 338.
11. تفسیر الدرّالمنثور، ذیل الآیة مورد البحث.
12. التاج، ج 5، ص 287.
13. تفسیر روح المعانی، ذیل الآیة مورد البحث.
14. المصدر السابق.
الغناء أحد مکائد الشیاطین الکبیرة:2ـ ما هو الغناء؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma