انطلق سلیمان بن صرد الخزاعی مع صحبه فی الأول من ربیع الثانی عام 65 هـ إلى النخیلة دار فی الناس فلم یعجبه عددهم فقال: سبحان الله ما وافانا من ستة عشر ألفا إلاّ أربعة آلاف. فأقام فیها ثلاثة أیّام یبعث إلى من تخلف عنه حیث أرسل حکیم بن منقذ الکندی والولید بن عصیر فنادیا فی الکوفة «یالثارات الحسین» فکانا أول خلق الله دعا «یالَثاراتِ الْحُسَیْنِ» فأصبح من الغد ولم یأته سوى ألف رجل. فأنطلق إلى کربلاء حتى بلغ قبر الإمام الحسین(علیه السلام)ارتفعت أصواتهم بالبکاء وحسب تفسیر ابن الأثیر فی الکامل(1) «فَما رُئِیَ أَکْثَرُ باکِیاً مِنْ ذلِکَ الْیَوْمِ».
ثم تحرکوا إلى الشام وعبروا «قرقیسیا» فبلغوا «عین الوردة» فالتقى جیش الشام مع التوابین فی عین الوردة وکان قائدهم عبید الله بن زیاد فوقع القتال بینهم لثلاثة أیّام. ولما قتل سلیمان خلفه المسیب بن نجبة ثم عبد الله بن سعد بن نفیل ورفاعة بن شداد. ثم عاد رفاعة وصحبه إلى الکوفة والتحقوا بالمختار(2).