کانت أهم جریمة استهل بها یزید خلافته فاجعة کربلاء عام 61 هـ وقتل الحسین(علیه السلام)وصحبه الأوفیاء وسبی أهل بیته من قبل جلاوزة یزید. فقد کتب لوالیه على المدینة الولید بن عتبة:
«... أَمَّا بَعْدُ! فَخُذْ حُسَیْناً وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ وَعَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَیْرِ بِالْبَیْعَةِ أَخْذاً شَدِیداً، لَیْسَتْ فِیهِ رُخْصَةٌ، حَتَّى یُبَایِعُوا ...»(1).
وذکر ابن الأعثم أن یزید لما علم بامتناع الإمام الحسین(علیه السلام) وعبد الله بن الزبیر عن البیعة کتب ثانیة للولید:
«... وَلْیَکُنْ مَعَ جَوَابِکَ إِلَىَّ رَأْسُ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیّ، فَإِنْ فَعَلْتَ ذَلِکَ فَقَدْ جَعَلْتُ لَکَ أَعِنَّةَ الْخَیْلِ، وَلَکَ عِنْدِی الْجَائِزَةُ وَالْحَظُّ الاَْوْفَرُ»(2).
وانتهى الأمر بفاجعة کربلاء إثر إمتناع الإمام الحسین(علیه السلام) عن البیعة وخروجه إلى الکوفة. وقد وردت تفاصیل هذه الحادثة وما تخللها من جرائم جیش یزید وقادته فی کتب الفریقین، کما حظیت بالتحلیل والنقد من غیر المسلمین فالفت فیها عدّة کتب. وسنعرض فی القسم الرابع لهذه التفاصیل.