14 . إنما نهضت بالأمر لإقامة الحق

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
13 . الخطبة المهمّة والمصیریة15 . مکر اللیل لأخذ البیعة

من الخطب التی ألقاها الإمام الحسین(علیه السلام) فی الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر (نقل هذا الکلام عن أمیر المؤمنین علی(علیه السلام)):

«اِعْتَبِرُوا أَیُّهَا النّاسُ بِما وَعَظَ اللهُ بِهِ أَوْلِیاءَهُ مِنْ سُوءِ ثَنائِهِ عَلَى الاَْحْبارِ إِذْ یَقُولُ: (لَوْلاَ یَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِیُّونَ وَالاَْحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الاِْثْمَ)(1) وَقالَ: (لُعِنَ الَّذِینَ کَفَرُوا مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ) إِلَى قَوْلِهِ: (لَبِئْسَ مَا کَانُوا یَفْعَلُونَ)(2) وَإِنَّما عابَ اللهُ ذلِکَ عَلَیْهِمْ لاَِنَّهُمْ کانُوا یَرَوْنَ مِنَ الظَّلَمَةِ الَّذینَ بَیْنَ أَظْهُرِهِمِ الْمُنْکَرَ وَالْفَسادَ فَلا یَنْهَوْنَهُمْ عَنْ ذلِکَ رَغْبَةً فیما کانُوا یَنالُونَ مِنْهُمْ وَرَهْبَةً مِمّا یَحْذَرُونَ، وَاللهُ یَقُولُ: (فَلاَ تَخْشَوْا النّاسَ وَاخْشَوْنِ)(3) وَقالَ: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِیَاءُ بَعْض یَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَیَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنکَرِ)(4) فَبَدَأَ اللهُ بِالاَْمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْی عَنِ الْمُنْکَرِ فَریضَةً مِنْهُ لِعِلْمِهِ بِأَنَّها إِذا أُدِّیَتْ وَأُقیمَتْ اسْتِقامَتِ الْفَرائِضُ کُلُّها هَیِّنُها وَصَعْبها، وَذلِکَ أَنَّ الاَْمْرَ بِالْمَعْروُفِ وَالنَّهْیَ عَنِ الْمُنْکَرِ دُعاءٌ إِلَى الاِْسْلامِ مَعَ رَدِّ الْمَظالِمِ وَمُخالَفَةِ الظّالِمِ، وَقِسْمَةِ الْفَیئِ، وَالْغَنائِمِ وَأَخْذِ الصَّدّقاتِ مِنْ مَواضِعِها، وَوَضْعِها فِی حَقِّها.

ثُمَّ أَنْتُمْ أَیُّهَا العِصابَةُ عِصابَةٌ بِالْعِلْمِ مَشْهُورَةٌ، وَبِالْخَیْرِ مَذْکُورَةٌ، وَبِالنَّصیحَةِ مَعْرُوفَةٌ، وَبِاللهِ فِی أَنْفُسِ النّاسِ مَهابَةٌ یَهابُکُمُ الشَّریفُ، وَیُکْرِمُکُمُ الضَّعیفُ، وَیُؤْثِرُکُمْ مَنْ لا فَضْلَ لَکُمْ عَلَیْهِ وَلا یَدَ لَکُمْ عِنْدَهُ، تَشْفَعُونَ فِی الْحَوائِجِ إِذَا امْتَنَعَتْ مِنْ طُلاّبِها، وَتَمْشُونَ فِی الطَّرِیقِ بِهَیْبَةِ الْمُلُوکِ وَکَرامَةِ الأَکابِرِ، أَلَیْسَ کُلُّ ذلِکَ إِنَّما نِلْتُمُوهُ بِما یُرْجى عِنْدَکُمْ مِنَ الْقِیامِ بِحَقِّ اللهِ،وَإِنْ کُنْتُمْ عَنْ أَکْثَرِ حَقِّهِ تَقْصُرُونَ، فَاسْتَخْفَفْتُمْ بِحَقِّ الاَْئِمَّةِ، فَأَمّا حَقُّ الضُّعَفاءِ فَضَیَّعْتُمْ، وَأَمّا حَقُّکُمْ بِزَعْمِکُمْ فَطَلَبْتُمْ، فَلا مالَ بَذَلتُمُوهُ، وَلا نَفْساً خاطَرْتُمْ بِها لِلَّذِی خَلَقَها، وَلا عَشیرَةً عادَیْتُموُها فِی ذاتِ اللهِ، أَنْتُمْ تَتَمَنَّوْنَ عَلَى اللهِ جَنَّتَهُ وَمُجاوَرَةَ رُسُلِهِ وَأَمانَهُ مِنْ عَذابِهِ.

لَقَدْ خَشیتُ عَلَیْکُمْ أَیُّهَا الْمُتَمَنُّونَ عَلَى اللهِ أَنْ تَحُلَّ بِکُمْ نِقْمَةٌ مِنْ نَقِماتِهِ، لاَِنَّکُمْ بَلَغْتُمْ مِنْ کَرامَةِ اللهِ مَنْزِلَةً فُضِّلْتُمْ بِها وَمَنْ یُعْرَفْ بِاللهِ لا تُکْرِمُونَ وَأَنْتُمْ بِاللهِ فِی عِبادِهِ تُکْرَمُونَ، وَقَدْ تَرَوْنَ عُهُودَ اللهِ مَنْقُوضَةً فَلا تَفْزَعُونَ، وَأَنْتُمْ لِبَعْضِ ذِمَمِ آبائِکُمْ تَفْزَعُونَ وَذِمَّةُ رَسُولُ اللهِ مَحْقُورَةٌ، وَالْعُمىُ وَالْبُکْمُ وَالزَّمِنُ فِی الْمَدایِنِ مُهْمَلَةٌ لا تَرْحَمُونَ وَلا فِی مَنْزِلَتِکُمْ تَعْمَلُونَ، وَلا مَنْ عَمِلَ فیها تَعْنُونَ، وَبِالاِدْهانِ وَالْمُصانَعَةِ عِنْدَ الظَّلَمَةِ تَأْمَنُونَ، کُلُّ ذلِکَ مِمّا أَمَرَکُمُ اللهُ بِهِ مِنَ النَّهْی وَالتَّناهِی وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ، وَأَنْتُمْ أَعْظَمُ النّاسِ مُصیبَةً لِما غُلِبْتُمْ عَلَیْهِ مِنْ مَنازِلِ الْعُلَماءِ لَوْ کُنْتُمْ تَسَعُونَ.

ذلِکَ بِأَنَّ مَجارِی الاُْمُورِ وَالاَْحْکامِ عَلى أَیْدِی الْعُلَماءِ بِاللهِ، اَلاُْمَناءِ عَلى حَلالِهِ وَحَرامِهِ، فَأَنْتُمُ الْمَسْلُوبُونَ تِلْکَ الْمَنْزِلَةَ، وَما سُلِبْتُمْ ذلِکَ إِلاّ بِتَفَرُّقِکُمْ عَنِ الْحَقِّ وَاخْتِلافِکُمْ فِی السُّنَّةِ بَعْدَ الْبَیِّنَةِ الْواضِحَةِ، وَلَوْ صَبَرْتُمْ عَلَى الاَْذى وَتَحَمَّلْتُمُ الْمَؤُونَةَ فِی ذاتِ اللهِ کانَتْ أُمُورُ اللهِ عَلَیْکُمْ تَرِدُ، وَعَنْکُمْ تَصْدُرُ، وَاِلَیْکُمْ تَرْجِعُ، وَلکِنَّکُمْ مَکَّنْتُمُ الظَّلَمَةَ مِنْ مَنْزِلَتِکُمْ، وَأَسْلَمْتُمْ أُمُورَ اللهِ فِی أَیْدِیهِمْ یَعْمَلُونَ بِالشُّبُهاتِ، وَیَسیروُنَ فِی الشَّهَواتِ، سَلَّطَهُمْ عَلى ذلِکَ فِرارُکُمْ مِنَ الْمَوْتِ وَإِعْجابُکُمْ بِالْحَیاةِ الَّتِی هِیَ مُفارِقَتُکُمْ، فَأَسْلَمْتُمُ الضُّعَفاءَ فِی أَیْدیهِمْ، فَمِنْ بَیْنِ مُسْتَعْبَد مَقْهُور وَبَیْنِ مُسْتَضْعَف عَلى مَعیشَتِهِ مَغْلُوب، یَتَقَلَّبُونَ فِی الْمُلْکِ بِآرائِهِمْ وَیَسْتَشْعِرُونَ الْخِزْیَ بِأَهْوائِهِمْ، إِقْتِداءً بِالاَْشْرارِ، وَجُرْأَة عَلَى الْجَبّارِ، فِی کُلِّ بَلَد مِنْهُمْ عَلى مِنْبَرِهِ خَطیبٌ یَصْقَعُ، فَالاَْرْضُ لَهُمْ شاغِرَةٌ وَأَیْدیهِمْ فیها مَبْسُوطَةٌ، وَالنّاسُ لَهُمْ خَوَلٌ لا یَدْفَعُونَ یَدَ لامِس، فَمِنْ بَیْنِ جَبّار عَنید وَذی سَطْوَة عَلَى الضَّعَفَةِ شَدیدٌ، مُطاع لا یَعْرِفُ الْمُبْدِئَ وَالْمُعیدَ، فَیا عَجَباً وَمالی لا أَعْجَبُ وَالاَْرْضُ مِنْ غاشّ غَشُوم وَمُتَصَدِّق ظَلُوم، وَعامِل عَلَى الْمُؤْمِنینَ بِهِمْ غَیْرِ رَحیم، فَاللهُ الْحاکِمُ فیما فیهِ تَنازَعْنا، وَالْقاضی بِحُکْمِهِ فیما شَجَرَ بَیْنَنا.

اَللّهُمَّ إِنَّکَ تَعْلَمُ إِنَّهُ لَمْ یَکُنْ ما کانَ مِنّا تَنافُساً فِی سُلْطان، وَلاَ الِْتماساً مِنْ فُضوُلِ الْحُطامِ، وَلکِنْ لِنُرِیَ الْمَعالِمَ مِنْ دینِکَ، وَنُظْهِرَ الاِْصْلاحَ فِی بِلادِک، وَیَأْمَنَ الْمَظْلُومُونَ مِنْ عِبادِک، وَیُعْمَلَ بِفَرائِضِکَ وَسُنَّتِکَ وَأَحْکامِکَ، فَإِنَّکُمْ إِلاّ تَنْصُروُنا وَتَنْصِفُونا قَوِىَ الظَّلَمَةُ عَلَیْکُمْ، وَعَمِلُوا فِی إِطْفاءِ نُورِ نَبِیِّکُمْ، وَحَسْبُنا اللهُ وَعَلَیْهِ تَوَکَّلْنا وَإِلَیْهِ أَنَبْنا وَإِلَیْهِ الْمَصیرُ»(5).

فالخطبة تشیر بوضوح إلى عدم سکون الإمام(علیه السلام) طیلة عهد معاویة ولا یرى جواز السکوت على الظالم الغاشم وهو مستعد لتحمل الأخطار الکامنة کافّة فی هذا الطریق. فکان یسعى دائما لإیقاظ الأمة ـ سیما نخبها ـ ویدعو الجمیع لمواجهة تلک الحکومة غیر الإسلامیة التی تتزعمها فلول العصر الجاهلی ـ أی آل أبی سفیان ـ وتفید کلمات الإمام (علیه السلام)فی تلک الخطبة واستدلالاته المتینة والمحکمة وما ضمنها من فصاحة وبلاغة إنّه حقّاً ابن علی بن أبی طالب(علیه السلام)بذلک المنطق الرصین الذی اعتمده فی مخاطبة الظلمة. ولفت الإنتباه فی الختام إلى الحذار من التکیف مع ذلک الوضع المزری ونسیان التعالیم الإسلامیة والإستسلام للحکومات الفرعونیة.


1 . سورة المائدة، الآیة 63.
2 . سورة المائدة، الآیة 78-79.
3 . سورة المائدة، الآیة 44.
4 . سورة التوبة، الآیة 71.
5 . تحف العقول، ص 171-172; بحار الأنوار، ج 97، ص 79.

 

 

13 . الخطبة المهمّة والمصیریة15 . مکر اللیل لأخذ البیعة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma