رفض الإمام الحسین(علیه السلام) بیعة یزید ولم یقرّ بحکومته لإیمانه بعدم أهلیة یزید لهذا الموقع المنیع وأنه(علیه السلام) أحق بالخلافة. ومن هنا لما بلغ المدینة خبر وفاة معاویة وأحضر(علیه السلام)من جانب والی المدینة، رد الإمام(علیه السلام) على عبد الله بن الزبیر لما سأله ماذا ستفعل؟ قال:
«إنّی لاَ أُبایِعُ لَهُ أبَداً، لأَنَ الأَمرَ إنَّما کانَ لِی مِنْ بَعدِ أَخِی الحَسَنِ»(1).
کما قال لوالی المدینة:
«إِنَّا أَهْلُ بَیْتِ النُّبُوةِ، وَمَعْدِنُ الرِّسالَةِ، وَمُخْتَلَفُ الْمَلائِکَةِ ... وَیَزیدُ رَجُلٌ فاسِقٌ شارِبُ الْخَمْرِ، قاتِلُ النَّفْسِ المُحَرَّمَةِ، مُعْلِنٌ بِالْفِسْقِ، وَمِثْلِی لا یُبایِعُ لِمِثْلِهِ»(2).
ورد بحزم على مروان بن الحکم حین أصر علیه لمبایعة یزید قائلاً:
«وَعَلَى الاِْسْلامِ السَّلامُ إِذْ قَدْ بُلِیَتِ الاُْمَّةُ بِراع مِثْلِ یَزِیدَ، وَلَقَدْ سَمِعْتُ جَدِّی رَسُولَ اللهِ(صلى الله علیه وآله) یَقُولُ: اَلْخِلافَةُ مُحَرَّمَةٌ عَلى آلِ أَبِی سُفْیانَ»(3).
فالأمام(علیه السلام) أشار فی الواقع بهذه العبارة إلى عمق فاجعة خلافة یزید ورأى حرمة تصدی آل أبی سفیان للخلافة على ضوء حدیث النبی(صلى الله علیه وآله). ثم أکّد(علیه السلام)على رفضه لبیعة یزید ـ مهما کلف الأمر ـ فی حدیثه لأخیه محمد بن الحنفیة إذ قال:
«یا أَخِی! وَاللهِ لَوْ لَمْ یَکُنْ فی الدُنیا مَلجَأ ولا مأوَى، لَما بایَعْتُ یَزیدَ بن مُعاوِیَةَ»(4).