ما جرى فی کربلاء یوم الأربعین؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
3. سنّة زیارة الأربعین26 . التوجه إلى المدینة

طبقاً لما نقله السید ابن طاووس فإنّ قافلة أهل البیت(علیهم السلام) التقت فی کربلاء بجابر بن عبدالله الأنصاری وصاحبه وساد جوّ من البکاء والعویل وبقوا عدّة أیّام فی کربلاء یقیمون العزاء على الحسین(علیه السلام) وأصحابه، ومن المناسب أن نستعرض هنا الأجواء التی سادت بین هؤلاء القوم الذین عادوا بعد أربعین یوماً إلى کربلاء وأعادوا الذکریات المرّة التی خلّفوها فی هذه البقعة وهم یحملون جبالاً من الحزن والغم، فهذا المکان هو الذی ترکوا فیه قبل أربعین یوماً أجساد أعزّتهم عراة على الأرض، ورأوا باُم أعینهم غربتهم، آباءهم وإخوتهم وأعمامهم وأبناء عمومتهم.

ماذا جرى لزینب الکبرى(علیها السلام)؟ فبعد شهادة أخیها الإمام الحسین(علیه السلام)استلمت قیادة قافلة السبایا مع الإمام زین العابدین(علیه السلام) وکانت تهتم برعایة النسوة والأطفال فی کلّ مکان وأحیاناً تتصدى للدفاع عنهم بنفسها، وقد تحرکت فی الکوفة والشام من موقع فضح الظالمین وأسالیبهم الخبیثة وزرعت بذر الثورة فی البلاد الإسلامیة وأوصلت الرسالة الدامیة لکربلاء لجمیع الاُمّة، والآن تعود زینب الکبرى(علیها السلام) ببدن نحیف وقلب جریح ولکن بوجه أبیض ورأس مرفوع لزیارة مولاها وأخیها الإمام الحسین بن علی(علیه السلام).

إنّ ذکریاتها مع أخیها الحسین کانت تسایرها من المدینة إلى مکة ومن مکة إلى کربلاء وکانت توصیات الحسین وما تحمّله فی جهاده وتضحیته وشهادة أصحابه وأبنائه والرؤوس المقطوعة المرفوعة على الرماح کلها کانت تدور فی ذهنها وتثیر أحزانها وآلامها.

لم تفارقها الذکرى، آخر وداع مع أخیها الحسین بن فاطمة(علیها السلام) وهو ملقى على الأرض جسداً بلا رأس، والخیام المحترقة والأطفال الذین کانوا یهرعون ویفرون من النار، کلها کانت تضغط بذکریاتها على قلب الحوراء زینب(علیها السلام)، والآن بإمکانها إخلاء هذه العقد المکبوتة بدون وجود العدو، ومن هنا جاءت إلى قبر أخیها الحسین وأهملت عینها تصب الدموع، ولکن مع هذا الحال یجب علیها مراقبة سائر النسوة والأطفال لئلاّ یموتوا من الغمّ والحزن إلى جانب قبور الشهداء.

أمّا ما جرى على الرباب وسکینة وفاطمة وسائر النسوة، فالذکریات المرّة والمحزنة کانت تمرّ أمام أعینهنّ واحدة بعد الأخرى.

ذکریات العطش وتضوّر علی الأصغر من ألم الظمأ ومنظر رقبته المحزوزة ودمائه التی سالت على صدر أبیه الحسین کانت تتجسد أمام اُمه الرباب؟ إنّ ذکرى غربة الأب وعطشه والوداع الأخیر للإمام الحسین(علیه السلام) مع أهل بیته ونداءه الأخیر: «هل من ناصر» ومنظر ذوالجناح العائد إلى المخیم بدون فارسه، کلها کانت تضغط على قلب سکینة!!!

إنّ ذکرى جسد علی الأکبر الدامی، ورأس القاسم المفضوخ وکفَّی العباس المقطوعة، وشفاهه المتشققة من العطش وقربته المشقوقة وعینه المصابة بسهم وصوت الحسین الحزین: «الآن انکسر ظهری» کلها کانت صوراً ألیمةً تمر أمام نواظر النسوة والأطفال من آل بیت الرسالة؟!

لانعلم ما جرى لآل البیت(علیهم السلام) عندما حضروا على قبور الشهداء وما هی المصائب التی ذکروها هنا؟ لعلّهم ضجّوا بالبکاء وأخلوا عقدهم وأحزان قلوبهم عند قبور الأحبّة، ولکن من الطبیعی بعد مضیّ یوم واحد على البکاء والعویل لم یبق فی صدورهم قدرة على البکاء وقد تعبت الحناجر والعیون، ولکن مع ذلک استطاعت النسوة أن تعبر عمّا فی قلوبهنّ بالإشارة إلى الماء والقربة، السهم والنحر، الید والصدر، الخیام المحترقة والآذان المشقوقة والأقراط المنهوبة!!

أجل، هکذا کانت قصة کربلاء المحزنة وما جرى على أهل البیت(علیهم السلام) من مصائب ألیمة فی کربلاء!

 

 

3. سنّة زیارة الأربعین26 . التوجه إلى المدینة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma