66 . أروع میادین التضحیة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
65 . التأهب للواقعة الکبرى67 . إهداء السماء دماء الشهداء!

روی عن زینب(علیها السلام) قالت: لما کانت لیله عاشوراء خرجت من خیمتی لأتفقد أخی الحسین وأنصاره وقد أفرد له خیمه فوجدته جالساً وحده وهو یناجی ربّه ویتلو القرآن فقلت فی نفسی أفی مثل هذه اللیلة أترک أخی وحده والله لأمضی إلى إخوتی وبنی عمومتی واعاتبهم فأتیت إلى خیمه العباس فسمعت منها همهمة ودمدمةه فوقفت على ظهرها فنظرت فیها فوجدت بنی عمومتی مجتمعین کالحلقه وبینهم العباس بن أمیرالمؤمنین(علیه السلام)وهو جاث على رکبتیه کالأسد على فریسته فخطب فیهم خطبة ما سمعتها إلاّ من الحسین مشتملة بالحمد والثناء لله والصلاة والسلام على النبی(صلى الله علیه وآله) ثم قال فی آخر خطبته: إخوتی وبنی إخوتی وبنی عمومتی إذا کان الصباح فما تقولون: فقالوا: الأمر إلیک یرجع ونحن لا نتعدی لک قولک.

فقال العباس(علیه السلام): إنّ هولاء أعنی الأصحاب قوم غرباء والحمل ثقیل لا یقوم إلاّ بأهله فإذا کان الصباح فأول من یبرز إلى القتال أنتم ونحن نتقدمکم للموت لئلا یقول الناس قدموا أصحابهم فقام بنو هاشم وسلّوا سیوفهم فی وجه أخی العباس وقالوا: نحن على ما أنت علیه.

قالت زینب: فلما رأیت کثرة اجتماعهم وشدّة عزمهم وإظهار شیمتهم سکن قلبی وفرحت ولکن خنقتنی العبرة فأردت أن أرجع إلى أخی الحسین وأخبره بذلک فسمعت من خیمة حبیب بن مظاهر همهمة ودمدمة فمضیت إلیها ووقفت بظهرها ونظرت فیها فوجدت الأصحاب علی نحو بنی هاشم مجتمعین کالحلقة وبینهم حبیب بن مظاهر وهو یقول: یاأصحابی لم جئتم إلى هذا المکان أوضحوا کلامکم رحمکم الله. قالوا: أتینا لننصر غریب فاطمة. فقال لهم: لم طلقتم حلائلکم. فقالوا لذلک. قال حبیب: فإذا کان الصباح فما أنتم فاعلون. قالوا: الرأی رأیک ولا نتعدى قولک. قال: فإذا صار الصباح فأول من یبرز إلى القتال أنتم ونحن نتقدمکم للقتال ولا نرى هاشمیاً مضرجاً بدمه وفینا عرق ینبض. فهزّوا سیوفهم على وجهه. وقالوا: نحن على ما أنت علیه.

قالت زینب(علیها السلام): ففرحت من ثباتهم ولکن خنقتنی العبرة فانصرفت عنهم وأنا باکیة وإذا بأخی الحسین قد عارضنی فسکت وتبسمت فی وجهه.

فقال: «یا أُخْتاهُ مُنْذُ رَحَلْنا مِنَ الْمَدینَةِ ما رَأَیْتُکِ مُتَبَسِّمَةً، اَخْبِرینی ما سَبَبُ تَبَسُّمِکِ».

فقلت: رأیت من فعل بنی هاشم والأصحاب کذا وکذا فقال: «یا أُخْتاهُ إِعْلَمی، أَنَّ هؤُلاءِ أَصْحابی مِنْ عالَمِ الذَّرِّ، وَبِهِمْ وَعَدَنی جَدّی رَسُولُ اللهِ(صلى الله علیه وآله)هَلْ تُحِبِّینَ أَنْ تَنْظُری إِلى ثَباتِ أَقْدامِهِمْ».

قالت: نعم. قال(علیه السلام): أذهبی خلف الخیمة فذهبت. فنادى الحسین(علیه السلام):

«أَیْنَ إِخْوانی وَبَنُو أَعْمامی». فقام بنو هاشم وتسابق منهم العباس وقال لبیک لبیک. فقد فقال الإمام الحسین(علیه السلام):

«أُریدُ أَنْ أُجِدِّدَ لَکُمْ عَهْداً». فأتی أولاد الحسین وأولاد الحسن وأولاد علی وجعفر وعقیل فأمرهم بالجلوس فجلسوا ثم نادی: «أَیْنَ حَبیبُ بْنُ مَظاهِر أَیْنَ زُهَیْرُ أَیْنَ هِلالُ، أَیْنَ الاَْصْحابُ؟».

فأتاه الأصحاب یتقدمهم حبیب بن مظاهر وهو یقول: بلى یا أبا عبد الله. فخطبهم(علیه السلام)وقال:

«یا أَصْحابی اِعْلَمُوا أَنَّ هؤُلاءِ الْقَوْمَ لَیْسَ لَهُمْ قَصْدٌ سِوى قَتْلی وَقَتْلِ مَنْ هُوَ مَعی وَأَنَا أَخافُ عَلَیْکُمْ مِنَ الْقَتْلِ، فَأَنْتُمْ فِی حِلّ مِنْ بَیْعَتی، وَمَنْ أَحَبَّ مِنْکُمُ الاِْنصِرافَ فَلْیَنْصَرِفْ فِی سوادِ هذِا اللَّیْلِ».

فقام بنو هاشم وتکلّموا بما تکلّموا وقام الأصحاب وتکلّموا بمثل کلامهم فلمّا رأى الحسین(علیه السلام)حسن إقدامهم وثبات أقدامهم قال: «إِنْ کُنْتُمْ کَذلِکَ فَارْفَعُوا رُؤُوسَکُمْ وَانْظُرُوا إِلى مَنازِلِکُمْ فِی الْجَنَّةِ». فکشف لهم الغطاء ورأوا منازلهم فقاموا بأجمعهم وسلّوا سیوفهم وقالوا: یا أبا عبدالله ائذن لنا أن نغیر علىْ هولاء القوم ونقاتلهم حتى یفعل الله بنا وبهم ما یشاء.

فقال(علیه السلام): «اِجْلِسُوا رَحِمَکُمُ اللهُ وَجَزاکُمُ اللهُ خَیْراً أَلا وَمَنْ کانَ فِی رَحْلِهِ امْرَأَةٌ فَلْیَنْصَرِفْ بِها إِلى بَنی أَسَد». فقام علی بن مظاهر وقال: لماذا یا سیدی.

فقال (علیه السلام): «إِنَّ نِسائی تُسْبى بَعْدَ قَتْلی وَأَخافُ عَلى نِسائِکُمْ مِنَ السَّبی». فمضى إلى خیمته. فقامت زوجته إجلالاً له فاستقبلته وتبسمت فی وجهه فقال لها دعینی والتبسم فقالت: یاابن مظاهر إنّی سمعت غریب فاطمة خطب فیکم وسمعت فی آخرها همهمة ودمدمة فما علمت ما یقول. قال یا هذه قال لنا: «وَمَنْ کانَ فِی رَحْلِهِ امْرَأَةٌ فَلْیَنْصَرِفْ بِها إِلى بَنی أَسَد لأنّی غداً أُقتل ونسائی تسبى».

فقالت: وما أنت صانع. قال: قومی حتى ألحقک ببنی عمّک بنی أسد. فقامت ونطحت رأسها فی عمود الخیمة وقالت: والله ما أنصفتنی یاابن مظاهر أیسرک أن تسبى بنات رسول الله وأنا آمنة من السبی، أیسرک أن تسلب زینب إزارها من رأسها وأنا أستتر بإزاری أیسرک أن یبیض وجهک عند رسول الله ویسود وجهی عند فاطمة الزهراء(علیها السلام)؟. فرجع باکیاً إلى الحسین(علیه السلام)فسأله(علیه السلام): ما یبکیک. قال: سیدی أبت الأسدیة إلاّ مواساتکم. فبکى الإمام(علیه السلام)وقال:

«جُزِیْتُمْ مِنّا خَیْراً»(1).

نتساءل هنا: هل یختزن تاریخ العالم مثل هذه التضحیة والفداء؟.

أم هل هناک فئة عاشت مثل هذا الإخلاص والتضحیة والبسالة المفعمة بالإیمان تجاه زعیمها؟!.

ولم یقتصر الأمر على أهل بیته وقرابته بل کان جمیع صحبه وجنده قد تخرجوا من ذات المدرسة وتتلمذوا على ذات الأستاذ. کما تحلت النسوة بذات روح التضحیة التی کانت لدى الرجال، وکأنّ الجمیع رضع من ثدی واحد. یا له من رائع وجمیل کلام زوجة حبیب بن مظاهر حین قالت له: أیرضیک أن یبیض وجهک یوم القیامة عند رسول الله(صلى الله علیه وآله)ویسود وجهی عند الزهراء (علیها السلام). نعم هذه لعمری أروع میادین التضحیة!


1 . معالی السبطین، ج 1، ص 340-342.

 

65 . التأهب للواقعة الکبرى67 . إهداء السماء دماء الشهداء!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma