109 . هل من جرعة ماء للرضیع!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
108 . أخی ألتمس لهؤلاء الأطفال ماءً110 . یا أصحابی! مالی أُنادیکم فلا تجیبوننی!

ثم التفت الحسین عن یمینه فلم یر أحداً من الرجال والتفت عن یساره فلم یر أحداً فخرج علی بن الحسین زین العابدین(علیه السلام) وکان مریضاً لا یقدر أن یقل سیفه وأم کلثوم تنادی خلفه یا بنی ارجع فقال یا عمتاه ذرینی أقاتل بین یدی ابن رسول الله فقال الحسین(علیه السلام) یا أم کلثوم خذیه لئلا تبقى الأرض خالیة من نسل آل محمد(صلى الله علیه وآله). ولما فجع الحسین بأهل بیته وولده ولم یبق غیره وغیر النساء والذراری نادى:

«هَلْ مِنْ ذابّ یَذُبُّ عَنْ حَرَمِ رَسُولِ اللهِ؟ هَلْ مِنْ مُوَحِّد یَخافُ اللهَ فینا؟ هَلْ مِنْ مُغیث یَرْجُو اللهَ فِی إِغاثَتِنا؟ هَلْ مِنْ مُعین یَرْجُو ما عِنْدَ اللهِ فِی إِعانَتِنا؟».

وارتفعت أصوات النساء بالعویل فتقدم(علیه السلام) إلى باب الخیمة فقال:

«ناوِلُونی عَلِیّاً ابْنی الطِّفْلَ حَتّى أُوَدِّعَهُ».

فناولوه الصبی. قال المفید: دعا ابنه عبدالله فجعل یقبله وهو یقول:

«وَیْلٌ لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ إِذا کانَ خَصْمَهُمْ جَدُّک».

والصبی فی حجره إذ رماه حرملة بن کاهل الأسدی بسهم فذبحه فی حجر الحسین فتلقى الحسین دمه حتى امتلأت کفّه ثم رمى به إلى السماء.

«اَللّهُمَّ إِنْ حَبَسْتَ عَنَّا النَّصْرَ فَاجْعَلْ ذلِکَ لِما هُوَ خَیْرٌ لَنا».

 

ثم نزل الحسین(علیه السلام) عن فرسه وحفر للصبی بجفن سیفه وزمله بدمه وصلّى علیه(1).

وأضاف العلاّمة المجلسی أنّ الإمام(علیه السلام) قال:

«هَوَّنَ عَلَیَّ ما نَزَلَ بی أَنَّهُ بِعَیْنِ اللهِ».

قال الباقر(علیه السلام): «فَلَمْ یَسْقُطْ مِنْ ذلِکَ الدَّمِ قَطْرَةٌ إِلَى الاَْرْضِ».

وفی روایة أخرى أنّ الإمام(علیه السلام) قال:

«لا یَکُونُ أَهْوَنَ عَلَیْکَ مِنْ فَصیل، اَللّهُمَّ إِنْ کُنْتَ حَبَسْتَ عَنَّا النَّصْرَ، فَاجْعَلْ ذلِکَ لِما هُوَ خَیْرٌ لَنا»(2).

وروى صاحب معالی السبطین عن أبی مخنف أنّ الإمام الحسین(علیه السلام) قال بعد قتل علی الأکبر لأخته أم کلثوم:

«یا أُخْتاهُ أوُصیکِ بِوَلَدی الصَّغیرَ خَیْراً، فَإِنَّهُ طِفْلٌ صَغیرٌ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ سِتَّةُ أَشْهُر».

فقالت أم کلثوم له: یا أخی إنّ هذا الطفل له ثلاثة أیّام ما شرب الماء فاطلب له شربة من الماء، فأخذ الطفل وتوجه نحو القوم فقال(علیه السلام):

«یا قَوْمِ قَدْ قَتَلْتُمْ أَخی وَأَوْلادی وَأَنْصارِی وَما بَقِی غَیْرُ هذَا الطِّفْلِ، وَهُوَ یَتَلَظّى عَطَشَاً مِنْ غَیْرِ ذَنْب أَتاهُ إِلَیْکُمْ، فَاسْقُوهُ شَرْبَةً مِنَ الْماءِ»(3).

وحسب ما جاء فی (نفس المهموم) قال(علیه السلام):

«یا قَوْمِ، إِنْ لَمْ تَرْحَمُونی فَارْحَمُوا هذَا الطِّفْلَ»(4).

فبینما کان الإمام(علیه السلام) یکلّمهم، فأتاه سهم مشؤم من ظالم غشوم حرملة بن کاهل الأسدی فوقع فی نحره فذبحه من الورید إلى الورید، فأخذ الإمام قبضة من دمه وقذف بها إلى السماء. وجاء فی الخبر أنّ الإمام(علیه السلام)وضع کفیه تحت نحر الصبی حتى امتلأت دماً وقال:

«یا نَفْسِ اِصْبِری فیما أَصابَکِ، اِلهی تَرى ما حَلَّ بِنا فِی الْعاجِلِ ذلِکَ ذَخیرَةٌ لَنا فِی الاْجِلِ»(5).

کما ورد فی روایة أخرى أنّه(علیه السلام) قال:

«اَللّهُمَّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُمْ دَعَوْنَا لِیَنْصُرُونا فَخَذَلُونا وَأَعانُوا عَلَیْنا، اَللّهُمَّ احْبِسْ عَنْهُمْ قَطْرَ السَّماءِ، وَاحْرِمْهُمْ بَرَکاتِکَ، اللّهُمَّ لا تَرْضَ عَنْهُمْ أَبَداً، اَللّهُمَّ إِنَّکَ إِنْ کُنْتَ حَبَسْتَ عَنَّا النَّصْرَ فِی الدُّنْیا، فَاجْعَلْهُ لَنا ذُخْراً فِی الاْخِرَةِ وَانْتَقِمْ لَنا مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمینَ»(6).

رسائل عاشوراء جدیرة جمیعها بالسماع وأجدرها وأعظمها رسالة شهادة الرضیع! وأولى هذه الرسائل أن لا أحد مستثنى من مواجهة أعداء الحق. فالجنود الرضع وردوا المیدان إلى جانب الفتیة والکهول والتحقوا فی اللحظة المناسبة بالشهداء.

طبعاً لکل جندی سلاح، فلهذا سهم ورمح وسیف، ولآخر عنق ظریف وبضع قطرات من الدم الطاهر التی تعد أعظم سند للمظلومیة. الدم الذی رش للسماء وعلى الأرض فاکتسب کل منها به عظمة وروعة.

والأخرى أنّ العدو الجائر والظالم قد بالغ فی الجریمة بحیث لم یرحم حتى الرضیع ابن الزهراء فقتله على صدر أبیه! وأمّا الرسالة الأخیرة فهی سهولة احتمال الخطوب والمصائب فی سبیل الله، ذلک أنّ العالم حاضر لدیه وکل ما یجری فیه بعینه.


1 . مقتل الحسین للخوارزمی، ج 2، ص 32; بحار الأنوار، ج 45، ص 46.
2 . بحار الأنوار، ج 45، ص 46-47.
3 . معالی السبطین، ج 1، ص 418.
4 . نفس المهموم، ص 349.
5 . معالی السبطین، ج 1، ص 419.
6 . ینابیع المودة، ج3، ص 77.

 

 

 

108 . أخی ألتمس لهؤلاء الأطفال ماءً110 . یا أصحابی! مالی أُنادیکم فلا تجیبوننی!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma