بعث الإمام الحسین(علیه السلام) برسالة إلى خمسة من أشراف البصرة ـ مالک بن مسمع البکری، الأحنف بن قیس، المنذر بن الجارود، مسعود بن عمرو، قیس بن هیثم وعمرو بن عبید الله بن معمر ـ ومضمونها:
«أَمّا بَعْدُ: فَإِنَّ اللهَ اصْطَفى مُحَمَّداً(صلى الله علیه وآله) عَلى خَلْقِهِ، وَأَکْرَمَهُ بِنُبُوَّتِهِ، وَاخْتارَهُ لِرِسالَتِهِ، ثُمَّ قَبَضَهُ اللهُ إِلَیْهِ وَقَدْ نَصَحَ لِعِبادِهِ وَبَلَّغَ ما أُرْسِلَ بِهِ(صلى الله علیه وآله) وَکُنّا أَهْلَهُ وَأَوْلیاءَهُ وَأُوْصِیاءَهُ وَوَرَثَتَهُ وَأَحَقَّ النّاسِ بِمَقامِهِ فِی النّاسِ، فَاسْتَأْثَرَ عَلَیْنا قَوْمُنا بِذلِکَ، فَرَضینا وَکَرِهْنَا الْفُرْقَةَ وَأَحْبَبْنَا الْعافِیَةَ، وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنّا أَحَقُّ بِذلِکَ الْحَقِّ الْمُسْتَحَقِّ عَلَیْنا مِمَّنْ تَوَلاّهُ ...
وَقَدْ بَعَثْتُ رَسُولی إِلَیْکُمْ بِهذَا الْکِتابِ، وَأَنّا أَدْعُوکُمْ إِلى کِتابِ اللهِ وَسُنَّةِ نَبِیِّهِ(صلى الله علیه وآله)، فَإِنَّ السُنَّةَ قَدْ أُمیتَتْ، وَإِنَّ الْبِدْعَةَ قَدْ أُحْیِیَتْ، وَإِنْ تَسْمَعُوا قَوْلی وَتُطیعُوا أَمْری أَهْدِکُمْ سَبیلَ الرَّشادِ، وَالسَّلامُ عَلَیْکُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ»(1).
کانت البصرة من المراکز الحساسة فی العراق بعد الکوفة وللإمام(علیه السلام) فیها الکثیر من الأتباع، رغم عدم قلّة أعدائه هناک، ولعل الإمام(علیه السلام) أراد اختبارهم بهذه الرسالة وکشف روحیة زعمائهم، أو یمنع على الأقل معارضتهم الصریحة.
على کل حال فإن تصریح الإمام(علیه السلام) بأنّ هدفه إحیاء الإسلام وسنّة النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)وإماتة سنن الظلمة یکشف ماذا کان شعار الإمام(علیه السلام) منذ بدایة تلک الحرکة والهدف الذی کان ینشده.