65 . التأهب للواقعة الکبرى

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
64 . أحلى من العسل66 . أروع میادین التضحیة

قال علی بن الحسین(علیه السلام): إنّی جالس فی تلک اللیلة التی قتل أبی فی صبیحتها وعندی عمتی زینب تمرضنی إذا اعتزل أبی فی خباء له وعنده فلان(1) مولى أبی ذر الغفاری وهو یعالج سیفه ویصلحه وقال:

یا دَهْرُ أُفّ لَکَ مِنْ خَلیلِ *** کَمْ لَکَ بِالاِْشْراقِ وَالاَْصیلِ

مِنْ صاحِب أَوْ طالِب قَتیلِ *** وَالدَّهْرُ لا یَقْنَعُ بِالْبَدیلِ

وَإِنَّمَا الاْمْرُ إِلَى الْجَلیلِ *** وَکُلُّ حَیّ سالِکُ السَّبیلِ

فأعادها مرتین أو ثلاثاً حتى فهمتها وعلمت ما أراد فخنقتنی العبرة فرددتها ولزمت السکوت وعلمت أنّ البلاء قد نزل وأمّا عمتی فلما سمعت ما سمعت وهی امرأة ومن شأن النساء الرقة والجزع فلم تملک نفسها أن وثبت تجرّ ثوبها وأَنّها حاسرة حتى انتهت إلیه وفالت: «واثکلاه لیت الموت أعدمنی الحیاة الیوم ماتت أمی فاطمة وأبی علی وأخی الحسن یا خلیفة الماضی وثمال الباقی» فنظر إلیها الحسین(علیه السلام)وقال لها:

«یا أُخَیَّةُ لا یَذْهَبَنَّ بِحِلْمِکِ الشَّیْطانُ».

وترقرقت عیناه بالدموع وقال:

«لَوْ تُرِک الْقَطا لَیْلا لَنامَ!».

فقالت، یا ویلتاه أفتغتصب نفسک اغتصاباً فذلک أقرح لقلبی وأشد على نفسی. ثم لطمت وجهها وهوت إلى جیبها وشقته وخرت مغشیّاً علیها فقام إلیها الحسین(علیه السلام)فصّب على وجهها الماء وقال لها:

«یا أُخَیَّةُ اِتَّقی اللهَ وَتَعَزّی بِعَزاءِ اللهِ، وَاعْلَمی أَنْ أَهْلَ الاَْرْضِ یَمُوتُونَ، وَأَهْلَ السَّماءِ لا یَبْقُونَ، وَأَنَّ کُلَّ شَیْء هالِکٌ إِلاّ وَجْهَ اللهِ الَّذِی خَلَقَ الاَْرْضَ بِقُدْرَتِهِ، وَیَبْعَثُ الْخَلْقَ وَیَعُودُونَ، وَهُوَ فَرْدٌ وَحْدَهُ، وَأَبِی خَیْرٌ مِنّی وَأُمّی خَیْرٌ مِنّی، وَأَخی خَیْرٌ مِنّی، وَلی وَلَهُمْ وَلِکُلِّ مُسْلِم بِرَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ».

قال: فعزاها بهذا ونحوه وقال لها:

«یا أُخَیَّةُ! إِنّی أُقْسِمُ عَلَیْکِ فَأَبَرّی قَسَمی، لا تَشُقّی عَلَیَّ جَیْباً، وَلا تَخْمِشی عَلَیَّ وَجْهاً، وَلا تَدْعی عَلَیَّ بِالْوَیْلِ وَالثُّبُورِ إذا أَنا هَلَکْتُ»(2).

وعلى هذا الأساس أعدّ الإمام(علیه السلام) صحبه ثم أهل بیته لیلة عاشوراء لذلک الإمتحان الإلهی العظیم.

أجل، فالقیام بالأعمال العظیمة والمصیریة یتطلب روحیة عالیة وإیماناً قویاً وتأهباً تاماً، وقد رسخ الإمام(علیه السلام) ذلک بما یمتلک من سعة أفق وانشراح صدر فی نفوس صحبه وأهل بیته خلال مدّة قصیرة بکلماته الربانیة النافذة، وکانت نتیجة ذلک أن صنعوا ملحمة صبیحة تلک اللیلة لتستکمل فی الأیّام القادمة بواسطة قافلة الأسرى فبلغ الأمر درجة بالعقیلة زینب(علیها السلام) التی لم تکن لدیها طاقة سماع قتل أخیها لیلة عاشوراء، أن تضع یوم الحادی عشر یدها تحت جسد أخیها وترفعه قائلة: «اللهم تقبل من أهل بیت نبیّک هذا القربان!».


1 . ذکر أسمه فی إرشاد الشیخ المفید «جوین» وأعیان الشیعة «جون».
2 . تاریخ الطبری، ج 4، ص 318-319; الإرشاد للشیخ المفید، ص 444-445 (مع اختلاف یسیر) وبحارالأنوار، ج 45، ص 1-3.

 

64 . أحلى من العسل66 . أروع میادین التضحیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma