حفل التاریخ البشری بما لا یحصى من الحوادث المریرة والشاقّة وترعرع بین طیاته العدید من صناع التاریخ وأبطاله، غیر أنّه لم یظفر بحادثة کعاشوراء التی وقعت عام 61 للهجرة بتلک المعطیات الشاملة ولا یختزن أبطالا کأشاوس کربلاء. فهذه الحادثة کالعملة التی لها وجهان یختلفان تماماً عن بعضهما البعض الأخر; فأحد وجهیها الخیانة والغدر والخسة والظلم والقسوة وقتل الضیف، ووجها الآخر الوفاء والتضحیة والمروءة والرجولة وإباء الضیم والصبر والتسلیم للقضاء الإلهی وعبودیة الحق فی أروع درجاته.
ورغم أنّ التاریخ شهد حوادث أعمق بشاعة من هذه الحادثة وأکثر منها ضحایا وقتلى، ویذکر العدید من النهضات الدمویة ودعاة الحق، إلاّ أنّ هنالک بعض الخصائص التی میّزت نهضة عاشوراء عن سائر النهضات التی افتقرت إلى تلک الخصائص، أو أنّها لم تکن بذلک الشمول والوضوح أو أنّها لم تختزن کل تلک الإمتیازات. وفیما یلی أهم تلک الخصائص للنهضة الحسینیة: