واستمر ذلک حتى هلک یزید عام 64 هـ فقدم الشیعة إلى سلیمان ورأوا بدء حرکتهم من الکوفة فقالوا: قد هلک هذه الطاغیة والأمر ضعیف، فإن شئت وثبنا على عمرو بن حُریث وکان خلیفة ابن زیاد على الکوفة، ثم أظهرنا الطلب بدم الحسین(علیه السلام) وتتبعنا قتلته ودعونا الناس إلى أهل هذا البیت المستأثر علیهم المدفوعین عن حقّهم.
فقال لهم سلیمان: لا تعجلوا إنّی قد نظرت فیما ذکرتم فرأیت أنّ قتلة الحسین هم أشراف الکوفة وفرسان العرب وهم المطالبون بدمه، ومتى علموا ما تریدون کانوا أشدّ الناس علیکم، ونظرت فیمن تبعنی منکم فعلمت أنّهم لو خرجوا لم یدرکوا ثأرهم ولم یشفوا نفوسهم وکانوا حزراً لعدوهم(1).