روى المحدّث المعروف الدینوری أنّ الإمام الحسین(علیه السلام) لما خرج من بطن الرمة التقى عبد الله بن مطیع(1) الذی جاء من العراق، فسلم على الإمام(علیه السلام) وقال: بأبی وأمی یا ابن رسول الله(صلى الله علیه وآله) ما الذی أخرجک من حرم جدّک؟ قال(علیه السلام):
«إنَّ أَهْلَ الکُوفَةَ کَتَبُوا إلیَّ یَسْأَلُونَنَی أَنْ أَقدِمَ عَلَیِهْم لِما رَجَوا مِنْ مَعالِمَ الحَقِّ واِماتَةِ البِدَعَ»(2).
حین یتعجب بعض الأفراد مثل «محمد بن الحنفیة» و«ابن عباس» و«عبد الله بن عمر» من حرکة الإمام الحسین(علیه السلام)ویجهلون فلسفة وعمق تلک النهضة المصیریة فی تاریخ الإسلام، فلا یبدو من العجیب ما أصاب فرد مثل عبد الله بن المطیع الذی لا سابقة له فی الإسلام بذلک الذهول والإستغراب لکن المهم بالنسبة لنا ما قاله الإمام(علیه السلام) فی الرد علیه من هدفی إحیاء معالم الحق وإماتة البدع سواء عن طریق القضاء على العدو أو عن طریق الشهادة.