ذکر الکاتب الفرنسی «جوزیف» فی کتابه «الإسلام والمسلمون» فی إشارته إلى قلّة عدد الشیعة فی العهود الإسلامیة الأولى وعدم تمکنهم من التسلل إلى الحکومة وتعرضهم لظلم الحکام وجورهم وتقتیلهم ونهب أموالهم فقال:
«إنّ أحد أئمة الشیعة أوصاهم بالتقیة لحفظهم من الأعداء، فأدى ذلک إلى اقتدار الشیعة ولم یجد العدو ما یتذرع به لقتلهم وسلب أموالهم. وأخذ الشیعة یعقدون المجالس فی الخفاء ویبکون على الحسین(علیه السلام). ولعل أعظم عنصر یقف وراء تقدمهم هو إقامة مجالس العزاء على الحسین(علیه السلام) ... فکان کل شیعی فی الواقع یدعو الآخرین إلى مذهبه دون التفات سائر المسلمین، بل لعل الشیعة أنفسهم لم یلتفتوا إلى فائدة هذا العمل، وکانوا یظنون أنهم إنّما یحصلون على الثواب الأخروی(1).
ویقول المؤرخ الألمانی «ماربین» فی کتابه «السیاسة الإسلامیة»:
«إنّی أعتقد أنّ سر تطور الإسلام وتکامل المسلمین یکمن فی شهادة الإمام الحسین(علیه السلام)وتلک الحوادث الألیمة»(2).