رغم أنّ الکثیر من الکتب ألفت على مر الدهور بشأن النهضة الحسینیة وقیام عاشوراء، لکن لمّا کان عمق هذه الحادثة أعمق مما نعتقد وکلما سلطنا الضوء على أبعادها فی کل زمان ألهمتنا بعض الدروس والعبر مما جعل الکتاب المعاصرین یدونون الکتب المفیدة والرائعة، مع ذلک هنالک شعور بأنّ باب التأمل والبحث لهذه النهضة العظیمة مازال مفتوحاً; حیث یمکن استخلاص بعض الدروس الجدیدة من خلال النظرة الجدیدة.

وعلى هذا الأساس اقترحنا على المرجع الجلیل والکاتب الإسلامی العظیم سماحة آیة الله العظمى الشیخ مکارم الشیرازی (مد ظلّه العالی) الذی لعب فکره وقلمه دوراً حیویاً فی العالم الإسلامی ـ تألیف کتاب بهذا الخصوص. فقال سماحته مرحباً بهذا الإقتراح:

لقد سطرت العدید من الکتب بخصوص عاشوراء ونهضة الإمام الحسین(علیه السلام). وعلیه فهنالک حاجة لتألیف کتاب یحمل إبداعات جدیدة ومطالب عصریة فینبغی التأمل فی هذا الأمر. ثم دعانا بعد فترة وقال:

ساورنی مشروع عصری لدراسة نهضة الإمام الحسین (علیه السلام) دونت أطره وسیکون کتاباً حیویاً عظیم المضامین إن التزمتم بها فی استعراض المواضیع. وحین استعرض سماحته عناوین الفصول، تبیّن ـ وکما کان یُرتجى من سماحته ـ أن هنالک مشروعاً عصریاً وإبداعاً بهذا المجال، یمکنه بحق سد الفراغ بهذا الشأن. فشرعنا على ضوء توجیهاته بتحقیق وتدوین الکتاب بالانفتاح على المصادر المهمّة والمعتبرة للفریقین، ولم نکد ننتهی من فصل حتى نتذاکره، ثم نعرضه بعد التعدیل والإصلاح على سماحته. فکان سماحته یطالعه بدقة ویجری علیه بعض التعدیلات القیمة ویضیف بعض النقاط ویذکر الملاحظات التی تکمل المطالب، وهکذا دون الکتاب الحاضر.

والطریف أنّ مشروع الکتاب بدأ فی یوم أربعینیة الإمام الحسین(علیه السلام) عام 1423 هـ ق واختتم تألیفه ـ دون أی تخطیط مسبق ـ یوم الأربعینیة أیضاً عام 1426 ه الموافق (1 / 4 / 2005 م).