خفق الإمام الحسین(علیه السلام) خفقة فلمّا أفاق قال:
«رَأَیْتُ کَأَنَّ کِلاباً قَدْ شَدَّتْ عَلَیَّ لِتَنْهَشَنی، وَفیها کَلْبٌ أَبْقَعٌ رَأَیْتُهُ أَشَدَّها عَلَیَّ، وَأَظُنُّ أَنَّ الَّذی یَتَوَلّى قَتْلی رَجُلٌ أَبْرَصٌ مِنْ هؤُلاءِ الْقَوْمِ; ثُمَّ إِنّی رَأَیْتُ بَعْدَ ذلِکَ جَدّی رَسُولَ اللهِ(صلى الله علیه وآله) وَمَعَهُ جَماعَةٌ مِنْ أَصْحابِهِ وَهُوَ یَقُولُ لی: «یا بُنَیَّ أَنْتَ شَهِیدُ آلِ مُحَمَّد وَقَدِ اسْتُبْشِرَ بِکَ أَهْلُ السَّمواتِ وَأَهْلُ الصَّفِیحِ الاَْعلى فَلْیَکُنْ إِفْطارُک عِنْدی اللَّیْلَةَ، عَجِّلْ وَلاَ تُؤَخِّرْ، فَهذا مَلَکٌ قَدْ نَزَلَ مِنَ السَّماءِ لِیْأْخُذَ دَمَکَ فِی قارُورَة خَضْراءَ». فَهذا ما رَأَیْتُ وَقَدْ أَزِفَ الاَْمْرُ وَاقْتَرَبَ الرَّحیلُ مِنْ هذِهِ الدُّنْیا، لا شَکَّ فِی ذلِکَ»(1).
کانت هذه أثمن هدیة بعثت من الأرض إلى السماء، هدیة دماء الشهداء ودم سید الشهداء(علیه السلام). وما أروع أن تکون الشهادة على ید أقذر من تشبه بإنسان أناس همجیون بسرائر قبیحة کالکلاب المسعورة التی لا ترحم من تراه ولو کان من أشراف ونجباء بنی آدم.