طیلة المدّة التی کان فیها أهل البیت(علیهم السلام) فی الشام کانوا یسکنون فی خربة التی لاتقیهم من حرّ الشمس ولا من برد اللیل(1)، خرج الإمام زین العابدین(علیه السلام)یوماً یمشی فی أسواق دمشق فاستقبله «منهال بن عمرو» فقال له: «کَیْفَ أَمْسَیْتَ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ؟».
قال الإمام(علیه السلام): «أَمْسَیْنا کَمِثْلِ بَنی إِسْرائِیلَ فی آلِ فِرْعَونَ یُذَّبِّحُونَ أَبْناءَهُمْ وَ یَسْتَحْیُونَ نِساءَهُم».
ثم أضاف: «یا مِنهال! أمسَتِ العَربُ تَفتَخِرُ على العَجَمِ بأنَّ مُحمَّداً عَربِیٌّ، وأمْسَتْ قُریْشُ تَفتَخِرُ على سائرِ العَرَبِ بأنّ مُحمّداً مِنها، وأمْسَینا مَعشَر أهلِ بیتِهِ وَنَحنُ مَغصُوبونَ مَقتُولونَ مُشَرَّدُونَ، (إِنّا للهِِ وَ إِنّا إِلَیْهِ راجِعُونَ) ممّا أمْسَیْنا فِیه، یا مِنْهالُ»(2).
یقول منهال: بینما کان الإمام(علیه السلام) یتحدّث معی إذ رأیت امرأة خرجت من الخربة باتجاهه: وهی تقول: «إِلى أَیْنَ یا نِعْمَ الْخَلَفُ؟» فأسرع الإمام للذهاب معها، فسألت عنها؟ فقیل: عمّته زینب(علیها السلام)»(3).