قال الإمام الحسین(علیه السلام) لعبد الله بن الزبیر:
«أَتَتْنی بَیْعَةُ أَرْبَعینَ أَلْفاً یَحْلِفُونَ لِی بِالطَّلاقِ وَالْعِتاقِ(1) مِنْ أَهْلِ الْکُوفَةِ».
فقال ابن الزبیر: «أَتَذْهَبُ إِلى مَنْ قَتَلَ أَبِاکَّ وَأَخْرَجَ أَخاکَّ»(2).
على ضوء هذه الروایة فإنّ أهل العراق سئموا ظلم بنی أمیة وجورهم، وأنّ انتهاک المقدّسات والقیم الإسلامیة من قبل سلیلی العصر الجاهلی قد عرّفت الجمیع بماهیة هؤلاء المجرمین الخونة ولم یبق للناس من شک فی کفرهم. ولذلک کانوا یبحثون عن زعیم ینضوون تحت رایته، وأی زعیم أفضل من الإمام الحسین(علیه السلام). کما أنّ سیل رسائل أهل الکوفة وبیعتهم للإمام(علیه السلام) أتمّ الحجّة علیه، رغم أنّ هؤلاء الأفراد الغدرة نقضوا عهودهم ومواثیقهم أیضاً وترکوا الإمام(علیه السلام) آخر المطاف وحده فی الساحة.