ثم إنّه دعا الناس إلى البراز فلم یزل یقتل کل من دنا منه من عیون الرجال حتى قتل منهم مقتلة عظیمة ثم حمل(علیه السلام) على المیمنة وقال:

«الْمَوْتُ خَیْرٌ مِنْ رُکُوبِ الْعارِ».

ثم على المیسرة وهو یقول:

أَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیِّ *** آلَیْتُ أَنْ لا أَنْثَنی

أَحْمی عِیالاتِ أَبی *** أَمْضی عَلى دینِ النَّبِیِّ(1)

ورد روایة أخرى أنّ الإمام(علیه السلام) قال: «مَوْتٌ فِی عِزّ خَیْرٌ مِنْ حَیاة فِی ذُلّ»(2).

من أهم مضامین عاشوراء، الشعار الذی یمکنه إضاءة التاریخ البشری برمته وینهی الإستعمار والإستغلال واستعباد الشعوب. فالشعوب عادة ما تذل خشیة الذلّة وتستسلم للظلم حین تخافه، والظلمة والجبابرة إنّما یستغلون نقطة الضعف هذه.

صحیح أنّ الإمام الحسین(علیه السلام) هبّ لمواجهة أعوان یزید بهذه الأشعار واستشهد فی معرکة غیر متکافئة، لکن شهادته أضحت منطلقاً للثورات المتتالیة ضد جلاوزة بنی أمیة وبنی مروان وبنی آکلة الأکباد الذین راموا القضاء على آثار رسول الله(صلى الله علیه وآله)واستبدالها بالسنن الجاهلیة! فقد أراد الله سقی نبتة الإسلام بهذه الدماء الطاهرة وفضح أعداء الإسلام والمنافقین.

کما شاء الله إقامة مدرسة یتعلم فیها الأحرار طیلة التاریخ دروس العزة والکرامة ویعلموا أنّ الموت بعزّ خیر من الحیاة بذل.

1 . بحار الأنوار، ج 45، ص 49; مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 119-120.
2 . بحار الأنوار، ج 45، ص 192; مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 75-75.