لم یمض وقت طویل حتى قدم عمر بن سعد بجیشه إلى کربلاء. فأتى رسوله إلى الإمام الحسین(علیه السلام) فسلّم علیه وسلّمه رسالة ابن سعد ثم سأله: لم قدمت إلى مصرنا یا سیدی. فقال(علیه السلام):
«کَتَبَ إِلیَّ أَهلُ مِصْرِکُم هذا أَنْ أقدِمْ، فأما إذْ کَرِهونی فأنا أَنصرِفْ عَنْهُم»(1).
وروى الخوارزمی أنّ الإمام(علیه السلام) قال لرسول عمر بن سعد:
«یا هذا بَلَّغْ صاحِبَکَ عَنِّی إِنِّی لَمْ أَرِدْ هذَا الْبَلَدَ، وَلکِنْ کَتَبَ إِلَیَّ أَهْلُ مِصْرِکُمْ هذا أَنْ آتیهُمْ فَیُبایِعُونِی وَیَمْنَعُونِی وَیَنْصُرُونِی وَلا یَخْذُلُونِی فَإِنْ کَرِهُونِی انْصَرَفْتُ عَنْهُمْ مِنْ حَیْثُ جِئْتُ»(2).
فلما عاد رسول عمر بن سعد، رجا ابن سعد أن یتخلص من قتال الحسین(علیه السلام)فأبلغ ابن زیاد بذلک. فأمره ابن زیاد بأخذ البیعة من الحسین وأصحابه لیزید ... قال ابن سعد: ما أراه إلاّ مقاتل الحسین، ثم سلّم کتاب ابن سعد للإمام الحسین. فقال(علیه السلام):
«لا أُجیبُ اِبْنَ زِیادَ بِذلِکَ أَبَداً، فَهَلْ هُوَ إِلاّ الْمَوْتَ، فَمَرْحَبَاً بِهِ»(3).