وهو الابن الآخر لعبدالله بن جعفر واُمّه زینب الکبرى(علیها السلام)(1)، وفی یوم عاشوراء برز إلى القتال وهو یقول:
نَشْکُو إِلَى اللهِ مِنَ الْعُدْوانِ *** فِعالَ قَوْم فِی الرَّدى عُمْیانِ
قَدْ بَدَّلُوا مَعالِمَ الْقُرْآنِ *** وَمُحکَمَ التَّنْزیلِ وَالتِّبْیانِ
وَأَظْهَرُوا الْکُفْرَ مَعَ الطُّغْیانِ
وأخذ محمّد یقاتل القوم ببسالة کما یقاتلهم سائر شبّان بنی هاشم إلى أن قتل بید «عامر بن نهشل»(2).
ویروی الطبری: عندما وصل خبر استشهاد الإمام الحسین(علیه السلام) وأبناء عبدالله ابن جعفر إلى المدینة، جاء أهل المدینة إلى بیت عبدالله بن جعفر للتعزیة بهذا المصاب، فقال «أبواللَسلاس»(3) غلام عبدالله بن جعفر: «هذا ما لقینا من الحسین ابن علی».
فحذفه عبدالله بن جعفر بنعله وقال: «یاابن اللخناء! أللحسین تقول هذا؟ والله لو شهدته لأحببت ألاّ اُفارقه حتى اُقتل معه، والله إنّه ممّا یسخّی بنفسی عنهما ویعزّی عن المصاب بهما، أنّهما اُصیبا مع أخی وابن عمّی مواسیین له صابرین معه».
ثم التفت على جلسائه فقال: «اَلْحَمْدُللهِ، عَزَّوَجَلَّ عَلَیَّ مَصْرَعُ الْحُسَیْنِ(علیه السلام)، إنْ لایَکُنْ آسَتْ حُسَیْناً یَدی; فَقَدْ آساهُ وَلَدای»(4).
وقد استشهد مع عون و محمد اثنان من آل جعفر الطیار وهما «عبیدالله بن عبدالله بن جعفر»(5) و«قاسم بن محمد بن جعفر» ونالا وسام الشهادة فی رکاب الإمام الحسین(علیه السلام)فی یوم عاشوراء.