لم تقتصر مظلومیة الإمام الحسین (علیه السلام) وصحبه على جانب معین فحسب، بل إنطوت حادثة کربلاء على مظلومیة فی مختلف الأبعاد: فدعوة الإمام الحسین (علیه السلام)والغدر به وقتل الضیف ومنعه وصحبه وأهل بیته من الصبیة والنساء من الماء وعدم التکافؤ فی القتال حیث وقف 72 نفر أمام جیش مسلح یقدر بثلاثین ألف مقاتل وقتل الرضیع والهجوم على الأطفال والنسوة وحرق الخیام ورض أجساد الشهداء بحوافر الخیل وحمل الرؤوس على الرماح والحیلولة دون دفن الشهداء وسبی أهل بیت الحسین (علیه السلام) والطواف بهنّ فی البلدان وسائر المظلومیات لمن خصائص هذه الحادثة التی تمیزها عن سائر الحوادث. ولعلنا نلمس عظم تلک المظلومیة من خلال بعض أبعادها التی جعلت العدو رغم قساوته یذرف الدموع; ومن ذلک حین خاطبت زینب الکبرى(علیها السلام) عمر بن سعد:
«یا عُمَرَ بْنَ سَعْد! أَیُقْتَلُ أَبُو عَبْدِ اللهِ وَأَنْتَ تَنْظُرُ إِلَیْهِ؟!»
فجرت دموعه على خدیه حتى شاح بوجهه عنها(1).
حتى قال الکاتب الألمانی موسیو ماربین «إنّ المصائب التی ألمت بالحسین (علیه السلام) فی سبیل إحیاء دین جدّه میّزته عمن سبقه من الشهداء، فلم ترد علیهم أی من هذه المصائب ... فهذه المصائب فی عالم الدنیا إنّما اختصت بالحسین»(2).