62 . خطبة الإمام(علیه السلام) لیلة عاشوراء

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
61 . حبّ الدعاء والمناجاة63 . لن نتخلى عنک أبداً!

دعى الإمام(علیه السلام) أصحابه عند الغروب بعد أن رجع جیش ابن سعد. وقال علی بن الحسین(علیه السلام): کنت مع الأصحاب لأسمع ما یقوله الحسین(علیه السلام) حیث قال:

«أُثْنِی عَلَى اللهِ أَحْسَنَ الثَّناءِ، وَأَحْمَدُهُ عَلَى السَّرّاءِ وَالضَّراءِ، اَللّهُمَّ إِنِّی أَحْمَدُک عَلى أَنْ أَکْرَمْتَنا بِالنَّبُوةِ، وَعَلَّمْتَنَا الْقُرْآنَ، وَفَقَّهْتَنا فِی الدِّینِ، وَجَعَلْتَ لَنا أَسْماعاً وَأَبْصاراً وَأَفْئِدَةً، وَلَمْ تَجْعَلْنا مِنَ الْمُشرِکینَ.

 

أَمّا بَعْدُ، فَإِنِّی لا أَعْلَمُ أَصْحاباً أَوْلى وَلا خَیْراً مِنْ أَصْحابِی، وَلا أَهْلَ بَیْت أَبَرَّ وَلا أَوْصَلَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی، فَجَزاکُمُ اللهُ عَنِّی جَمیعاً خَیْراً، أَلا وَإِنِّی لاََظُنُّ یَوْمَنا مِنْ هؤُلاءِ الاَْعْداءِ غَدَاً، أَلا وَإِنِّی قَدْ أَذِنْتُ لَکُمْ، فَانْطَلِقُوا جَمیعاً فِی حِلّ، لَیْسَ عَلَیْکُمْ مِنِّی ذِمامٌ، هذَا اللَّیْلُ قَدْ غَشِیَکُمْ فَاتَّخِذُوهُ جَمَلا»(1).

قال ابن الأعثم أنّ الإمام الحسین(علیه السلام) قال تلک اللیلة:

«إِنِّی لا أَعْلَمُ أَصْحاباً أَصَحَّ مِنْکُمْ وَلا أَعْدَلَ وَلا أَفْضَلَ أَهْلَ بَیْت، فَجَزاکُمُ اللهُ عَنِّی خَیْراً، فَهذَا اللَّیْلُ قَدْ أَقْبَلَ فَقُومُوا وَاتَّخِذُوهُ جَمَلا، وَلْیَأْخُذْ کُلُّ رَجُل مِنْکُمْ بَیَدِ صاحِبِهِ أَوْ رَجُل مِنْ إِخْوَتِی وَتَفَرَّقُوا فِی سوادِ هذَا اللَّیْلِ وَذَرُونِی وَهؤُلاءِ الْقَوْمَ، فَإِنَّهُمْ لا یَطْلُبُونَ غَیْرِی، وَلَوْ أَصابُونِی وَقَدَرُوا عَلى قَتْلی لَما طَلَبُوکُمْ»(2).

روى أبو حمزة الثمالی عن علی بن الحسین(علیه السلام) أنّه قال: «کنت مع أبی فی اللیلة التی قتل فی صبیحتها فقال لأصحابه: هذا اللیل فاتخذوه جنّة فإنّ القوم إنّما یریدوننی ولو قتلونی لم یلتفتوا إلیکم وأنتم فی حلّ وسعة» فقالوا: والله لا یکون هذا أبداً فقال:

«إِنَّکُمْ تُقْتَلُونَ غَدَاً کَذلِکَ، وَلا یَفْلِتُ مِنْکُمْ رَجُلٌ».

قالوا: «اَلْحَمْدُ للهِ الَّذی شَرَّفَنا بِالْقَتْلِ مَعَکَ».

ثم دعا فقال لهم: «اِرْفَعُوا رَؤُوسَکُمْ وَانْظُرُوا».

وجعلوا ینظرون إلى مواضعهم ومنازلهم من الجنّة وهو یقول لهم:

«هذا مَنْزِلُکَ یا فُلانُ، وَهذا قَصْرُک یا فُلانُ، وَهذِهِ دَرَجَتُکَ یا فُلانُ».

فکان الرجل یستقبل الرماح والسیوف بصدره ووجهه لیصل إلى منزلته من الجنّة(3).

 

تشیر خطبة الإمام التاریخیة فی تلک اللیلة التاریخیة إلى أنّ الإمام(علیه السلام) والثلة من أسوة شهداء الحق المتمثلة بأصحابه الشجعان والأوفیاء إنّما اندفعوا بکامل إدراکهم ووعیهم التام للمصیر الذی ینتظرهم فعانقوا الشهادة التی أضاءت تاریخ الإسلام وفضحت هویة المنافقین سیئی الصیت. الشهادة التی عمّت أصداؤها الأعصار والأمصار کافّة لتضحى أسوة خالدة للشعوب والأمم التی تئِن من الأسر والظلم.

نعم، تحدث الإمام(علیه السلام)صراحة عن أحداث الغد، فأعلن لأصحابه أنّهم مقتولون غداً فی المیدان، ودلهم على سبیل الخلاص قبیل فوات الأوان. لکن أولئک الأفذاذ العشاق رفضوا بصوت واحد الحیاة من بعده! وراحوا یعانقون الشهادة بعلم ووعی فشربوا شهدها کماء الحیاة فبلغوا ساحة القرب ونالوا الحیاة الأبدیة. فهذا الشهد کان أحلى لدیهم من أی شراب هنیء.


1 . تاریخ الطبری، ج 4، ص 317; بحار الأنوار، ج 44، ص 392-393.
2 . فتوح ابن الأعثم، ج 5، ص 169-170.
3 . بحار الأنوار، ج 44، ص 298.

 

61 . حبّ الدعاء والمناجاة63 . لن نتخلى عنک أبداً!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma