122 . الدعاء على القوم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
121 . إن لم یکن لکم دین فکونوا أحراراً123 . أرید أن ألقى جدّی مخضب بدمی

وجعل الحسین(علیه السلام) یطلب الماء وشمر یقول له: والله لا ترده أو ترد النار. فقال له الآخر: ألا ترى إلى الفرات یا حسین کأنّه بطون الحیتان والله لا تذوقه أو تموت عطشاً!

فقال الحسین(علیه السلام): «اَللّهُمَّ أَمِتْهُ عَطَشاً».

قال الراوی: والله لقد کان هذا الرجل یقول اسقونی ماء فیؤتى بماء فیشرب حتى یخرج من فیه ثم یقول: اسقونی قتلنی العطش فلم یزل کذلک حتى مات.

ثم رماه رجل من القوم یکنى أبا الحتوف الجعفی بسهم فوقع السهم فی جبهته فنزعه من جبهته فسالت الدماء على وجهه ولحیته فقال(علیه السلام):

«اَللّهُمَّ إِنَّکَ تَرى ما أَنَا فیهِ مِنْ عِبادِک هؤُلاءِ الْعُصاةِ، اَللّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَداً، وَاقْتُلْهُمْ بَدَداً، وَلا تَذَرْ عَلى وَجْهِ الاَْرْضِ مِنْهُمْ أَحَداً، وَلا تَغْفِرْ لَهُمْ أَبَداً».

ثم حمل علیهم کاللیث المغضب فجعل لا یلحق منهم أحداً إلاّ بعّجه بسیفه فقتله والسهام تأخذه من کل ناحیة وهو یتقیها بنحره وصدره(علیه السلام) وهو یقول:

«یا أُمَّةَ السُّوءِ! بِئْسَما خَلَّفْتُمْ مُحَمَّداً فِی عِتْرَتِهِ، أَما إِنَّکُمْ لَنْ تَقْتُلُوا بَعْدی عَبْداً مِنْ عِبادِ اللهِ فَتُهابُوا قَتْلَهُ، بَلْ یُهَوِّنُ عَلَیْکُمْ عِنْدَ قَتْلِکُمْ إِیّایَ، وَایْمُ اللهِ إِنّی لاََرْجُو أَنْ یُکْرِمَنِی رَبِّی بِالشَّهادَةِ بِهَوانِکُمْ، ثُمَّ یَنْتَقِمُ لی مِنْکُمْ مِنْ حَیْثُ لا تَشْعُرُونَ».

قال الراوی: فصاح به الحصین بن مالک السکونی فقال: یا ابن فاطمة وبما ذا ینتقم لک منّا. قال(علیه السلام):

«یُلْقی بَأْسَکُمْ بَیْنَکُمْ وَیَسْفِکُ دِماءَکُمْ، ثُمَّ یَصُبُّ عَلَیْکُمُ الْعَذابَ الاَْلیمَ».

ثم لم یزل یقاتل حتى أصابته جراحات عظیمة(1).

وعندما حملا على الإمام(علیه السلام) من کلّ حدب وصوب وجعله معرضاً لسهامهم ورماحهم وأصابة هذه السهام إلى رقبته المبارکة قال:

«بِسْمِ اللهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللهِ، وَهذا قَتیلٌ فِی رِضَى اللهِ»(2).

کل لحظة من حیاة الإمام(علیه السلام) اختزنت درساً لسالکی طریق الحق والسائرین على درب العزّة والکرامة بحیث نلاحظ عدم استشعاره الخوف من کثرة العدو ومصیره الوشیک فی تلک اللحظات العصیبة والتی تمثل أواخر عمره الشریف. فلا ینفک عن ذکر الله بعدة ألسن حتى بلسان الدعاء على الآخرین! ینصح ویوعظ ویحذر من العاقبة المریرة ویدعو إلى الله. وأخیراً یبتسم للموت ویرحب بالشهادة إنطلاقاً من ذکر الله!.


1 . مقتل الحسین للخوارزمی، ج 2، ص 34; بحار الأنوار، ج 45، ص 51-52.
2 . مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 120.

 

121 . إن لم یکن لکم دین فکونوا أحراراً123 . أرید أن ألقى جدّی مخضب بدمی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma