وعلى ضوء هذا التحلیل فإن المسلمین یقیمون مجالس العزاء من أجل حصول الثواب ونیل شفاعة الأئمّة الأطهار(علیهم السلام). وضعف وخواء هذا التحلیل واضح تماماً; ففرض الثواب على عمل هو فرع وجود حکمة ومصلحة فی نفس ذلک العمل، فالعمل لا یختزن أی ثواب ما لم تکن فیه مصلحة وحکمة معقولة. والذی ننشده فی هذا المبحث فلسفة إقامة العزاء، أی مصلحة العمل وحکمته. طبعاً الکلام عن الثواب فی إطار معلولات الحکم لا علله، لا محل له فی هذه المرحلة.
أضف إلى ذلک هل یمکن إثارة عواطف ملایین الأفراد وإبکائهم طیلة التاریخ لغرض تحصیل الثواب؟ ثم هل یسع هذا الوعد إثارة العواطف مالم یکن هنالک عشق وقلب مفعم بالحب والحماس(1)؟!