سعى خصوم الدعوة من بنی أمیة وبنی العباس بکل ما أوتوا من قوّة لدثر نهضة الإمام وصحبه الأوفیاء وعدم تذکیر الناس عنها إلى درجة إزالة معالم قبره الشریف. وعلى هذا الضوء عمد بعض الخلفاء العباسیین مراراً لهدم قبر الحسین(علیه السلام)(1). وبالمقابل کان الأئمّة(علیهم السلام)ینتهزون کل فرصة لمواجهة هذه الهجمة فاعتبروا تربته قطعة من تراب الجنّة وشفاء الأمراض والبرکات. قال الإمام موسى بن جعفر(علیه السلام):
«لا تَأْخُذُوا مِنْ تُرْبَتی شَیْئاً لِتَبَرَّکُوا بِهِ، فَإِنَّ کُلَّ تُرْبَة لنا مُحَرَّمَةٌ إِلاَّ تُرْبَةُ جَدِّی الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِی عَلَیِهِما السَّلام فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَها شِفاءً لِشِیعَتِنا وَأَوْلِیائِنا»(2).
وجاء فی سیرة الإمام السجاد(علیه السلام) إنّه کان یحتفظ بتراب من کربلاء:
«فَکانَ إِذا حَضَرَتْهُ الصَّلاةُ صَبَّهُ عَلى سَجّادتِهِ وَسَجَدَ عَلَیْهِ»(3).
ویستفاد من مجموع الروایات الواردة بشأن تربة الإمام الحسین(علیه السلام) أنّ الانفتاح على برکة تلک التربة الطاهرة یبتدئ من الیوم الأول للولادة من خلال تحنیک الولید وینتهی بلحظاته الأخیرة حین توضع فی لحده(4). کما أوصى الأئمّة(علیهم السلام) بصنع التربة والمسبحة من تراب کربلاء وحملها وتناول مقدار منها (مثلاً یحل مقداراً منها بقدر حبّة العدس فی الماء ویتناوله) بقصد الشفاء وافتتاح الإفطار یوم العید بشیء منها(5).