عن حمزة بن حمران عن أبی عبدالله(علیه السلام) قال: ذکرنا خروج الحسین(علیه السلام) وتخلف ابن الحنفیة. فقال أبو عبدالله(علیه السلام): یا حمزة إنّی سأخبرک بحدیث لا تسأل عنه بعد مجلسک هذا إن الحسین لما فصل متوجّهاً دعا بقرطاس وکتب فیه:
«بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ. مِنَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبی طالِب إِلى بَنی هاشِم، أَمّا بَعْدُ فَإِنَّ مَنْ لَحِقَ بی مِنْکُمْ اِسْتُشْهِدَ وَمَنْ تَخَلَّفَ لَمْ یَبْلُغْ مَبْلَغَ الْفَتَحِ وَالسَّلامُ»(1).
—–
تشیر هذه العبارة القصیرة والعمیقة المعنى إلى أنّ الإمام(علیه السلام) کان یرى مصیر حرکته منذ الانطلاقة، وتقول لنا إنّ الإمام(علیه السلام)انطلق من المدینة مع علمه بقتله الذی ینتظره، رغم الظنون الخاطئة لأولئک الذین لا یمتلکون رؤیة صحیحة لسعة أفاق الأئمّة(علیهم السلام) ومدى علمهم.
نعم، فالأمام(علیه السلام) کان یدرک الثمن الذی سیدفعه من جراء رفض مبایعة یزید بغیة حفظ الدین; وهکذا یکشف عن عظم شأنه(علیه السلام). کما أشار إلى أنّ المتبقین أو بالأحرى المتخلفین عن قافلة الشهادة سوف لن یظفروا بشیء وسیذوقون الأمَرّین من حکومة یزید الغاشمة.