وأرسل عمر بن سعد فی عصر یوم عاشوراء رأس الإمام الحسین(علیه السلام) إلى عبید الله بن زیاد فی الکوفة بواسطة «خولی بن یزید الأصبحی» و«حمید بن مسلم الأزدی» استعجالاً منه فی ایصال خبر النصر الظاهری إلى أمیره.
وأسرع خولی الذی یحمل هذا الخبر العظیم إلى الکوفة ووقف أمام دار الإمارة، فلما رأى الباب مغلقاً اضطر إلى الذهاب إلى بیته ووضع رأس الإمام فی طشت عند زوجته « نوار بنت مالک بن عقرب الحضرمی».
فسألته «نوار»: ما الخبر؟ فقال: «جِئْتُکِ بِغِنَى الدَّهْرِ» هذا رأس الحسین(علیه السلام) فی دارکِ!
فقالت: یا للعجب الناس یأتون لبیوتهم بالذهب والفضة وتأتینی برأس ابن بنت رسول(صلى الله علیه وآله): «لا، وَاللهِ لا یَجْمَعُ رَأْسِی وَرَأْسَکَ بَیْتٌ أَبَداً».
قالت هذا وخرجت من الحجرة وشاهدت نوراً ساطعاً من تحت الأجانة إلى السماء وطیور بیضاء ترفرف حولها.
وعند الصباح أخذ خولی الرأس المقدّس لسیدالشهداء(علیه السلام) إلى قصر الأمارة وقدّمه إلى عبید الله بن زیاد(1).