إعلان الثورة لتشکیل الحکومة الإسلامیة مع العلم باستشهاده

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
رد الإمام(علیه السلام) وإیفاد مسلم إلى الکوفةتمهید

والآن یرد هذا السؤال: هل کان الإمام الحسین(علیه السلام) یعلم بقتله وصحبه خلال حرکته إلى الکوفة والثورة على یزید، أم لا؟ وإن کان عالماً، فکیف ینسجم ذلک مع التخطیط لتشکیل الحکومة الإسلامیة؟ على ضوء الشواهد التاریخیة فإنّه لیس هنالک أدنى شک فی علم الإمام(علیه السلام) بقتله.

وقد مرّت شواهد ذلک واضحة فی هذا الکتاب، لکننا سنشیر هنا إلى جانب من الشواهد المذکورة التی تؤید علم الإمام(علیه السلام) بقتله، ومن ثم نخوض فی الرد على السؤال المذکور.

جدیر بالذکر أنّ الروایات والأخبار الواردة عن الفریقین عن النبی(صلى الله علیه وآله)بشأن قتل الإمام الحسین (علیه السلام) بلغت حدّاً من الشهرة بحیث قال ابن عباس:

«ما کُنّا نَشُکُّ أَهْلَ الْبَیْتِ وَهُمْ مُتَوافِرُونَ أَنَّ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیّ(علیه السلام) یُقْتَلُ بِالطَّفِّ»(1).

فالذی یستفاد من هذه الروایة أن لیس الإمام وحده، بل عامة أهل بیته(علیهم السلام) کانوا عالمین حتى بموضع قتله.

وقد نقل العلاّمة المجلسی فی البحار 71 روایة بهذا الخصوص(2). ونذکر هنا طائفة منها والتی وردت على لسانه(علیه السلام).

 

1. کتب الإمام(علیه السلام) لبنی هاشم فی بدایة حرکته إلى المدینة:

«إِنَّ مَنْ لَحِقَ بی مِنْکُمُ اسْتُشْهِدَ، وَمَنْ تَخَلَّفَ لَمْ یَبْلُغِ الْفَتْحَ»(3).

2. حین روى أحد أخوته خبر شهادة الإمام عن لسان الإمام الحسن (علیه السلام) قال له الإمام الحسین (علیه السلام):

«حَدَّثَنی أَبی أَنَّ رَسُولَ اللهِ أَخْبَرَهُ بِقَتْلِهِ وَقَتْلی، وَأَنَّ تُرْبَتی تَکوُنُ بِقُرْبِ تُرْبَتِهِ فَتَظُنُّ أَنَّکَ عَلِمْتَ ما لَمْ أَعْلَمْهُ»(4).

3. ورد شبیه هذا المطلب فی حدیثه (علیه السلام) لأخیه محمد بن الحنفیة فی مکة. فأشار علیه محمد بن الحنفیة بعدم التوجه إلى العراق. فقال (علیه السلام):

«آتانی رَسُولُ اللهِ(صلى الله علیه وآله) بَعْدَ ما فارَقْتُکَ فَقالَ: یا حُسَیْنُ! أُخْرُجْ فَإِنَّ اللهَ قَدْ شاءَ أَنْ یَراک قَتیلا»(5).

4. النموذج الآخر حین بعث مسلم وقال له: إنّما بعثتک لأهل الکوفة فاحزم أمرک کما یرضى الله. ثم قال له:

«أَرْجو أَنْ أَکُونَ أَنَا وَأَنْتَ فِی دَرَجَةِ الشُّهَداءِ»(6).

فهذا الکلام یفید أنّ الإمام(علیه السلام) آثر الشهادة ورجاها له ولأصحابه.

5. العجیب أنّ الإمام(علیه السلام) أشار إلى أهل الکوفة أنّهم قاتِلوه ضمن إجابته عن سؤال بعض أهل الکوفة وحدیثه عن رسائلهم فقال:

«هَذِهِ کُتُبُ أَهلِ الکوفَةِ إِلیَّ، وَلا أَراهُمْ إِلاَّ قاتِلی»(7).

 

6. الکلام الأکثر صراحة مما ذکر ما قاله الإمام(علیه السلام) فی أهل مکة قبیل حرکته إلى العراق:

« ... وَخُیِّرَ لِی مَصْرَعٌ أَنَا لاقِیهِ، کَأَنّی بِأَوْصالی تَتَقَطَّعُها عُسْلانُ الْفَلَواتِ بَیْنَ النَّواوِیسِ وَکَرْبَلاء، فَیَمْلاََنَّ مِنّی أَکْراشاً جَوْفاً أَجْرِبَةً سَغَباً، لا مَحیصَ عَنْ یَوْم خُطَّ بِالْقَلَمِ»(8).

وبملاحظة هذه الأحادیث وسائر النماذج الکثیرة الأخرى لا یبقى من شک فی أنّ الإمام لا یعلم بقتله فحسب، بل کان یعلم بموضع قتله واستناداً إلى علم الإمام بعاقبة حرکته فإنّه یطرح هذا السؤال: کیف الجمع بین علم الإمام بقتله ونهضته من أجل تشکیل الحکومة الإسلامیة؟ أی کیف یعلم الإمام(علیه السلام) بعاقبة نهضته ویوقن بقتله وصحبه وینهض فی نفس الوقت لتشکیل الحکومة الإسلامیة؟

والجواب عن هذا السؤال على درجة من الأهمیّة بحیث إنّ بعض المفکّرین الذین لم یستطیعوا التوفیق بین «أداء التکلیف» و«العلم بالنتیجة» إنزلقوا إلى إنکار علم الإمام بصورة کلیة بمصیر هذه النهضة! فأثاروا الشکوک إزاء الأدلة التاریخیة والروائیة کافّة الواردة بهذا الشأن! وقد تناسوا أنّ نتیجة العمل لیس من شأنها تعیین وظیفة أولیاء الله. فالمهم فی المدرسة الدینیة تشخیص الوظیفة والعمل بها، وتأتی النتیجة المتوخاة فی المرحلة الثانیة. وتفید تعالیم القرآن والإسلام وسیرة المعصومین(علیهم السلام) أنّ الولایة وإن منحت لـ «الوظیفة» و«النتیجة» لکن «العمل بالوظیفة» مقدم على «بلوغ النتیجة».

بعبارة أخرى: یجب على کل فرد مؤمن الحرکة للقیام بالوظیفة، فإن ظفر بالنتیجة المتوخاة، فأنعم بذلک، وإن لم یحققها، فإنّ نفس هذا الفعل فی الإنطلاق للإتیان بالوظیفة مطلوب ومهم یمکنه سوق الأفراد المتقاعسین للعمل. ذلک لأنّ أغلب المخلفین یتذرعون بالشک فی حصول النتیجة بغیة التقاعس عن أداء الوظیفة والظفر بالنتیجة.

ومن هنا فی الوقت الذی کان یتحدث فیه الإمام(علیه السلام)صراحة عن قتله وأصحابه، کان یتحدث عن الدوافع الدینیة لنهضته بصفتها وظیفة شرعیة وتکلیفاً دینیاً، حتى قال إنّ غدر الآخرین وقلّة عدد الأصحاب لا یثنیه عن تکلیفه. فقد أشار(علیه السلام) إلى هذه النقطة یوم عاشوراء قبل بدء القتال فقال:

«أَلا قَدْ أَعْذَرْتُ وَأََنْذَرْتُ، أَلا إِنِّی زاحِفٌ بِهذِهِ الاُْسْرَةِ عَلى قِلَّةِ الْعِتادِ وَخَذَلَةِ الاَْصْحابِ»(9).

نعم، فالأمام(علیه السلام) کان بصدد أداء التکلیف وقلّة الناصر لا تُثنیه عن عزمه. ولهذا فرغم علمه التام بمصیره نهض بدافع تشکیل الحکومة الإسلامیة، فکان ذلک بحکم «العمل بالوظیفة» کما جرت سیرة الأئمّة المعصومین(علیهم السلام) على ضوء «التکلیف الشرعی» و«العمل بالوظیفة» حیث کانوا یشعرون إثر ذلک بتحقیقهم للنصر، أو تحقیق الحسنیین(10) النصر أو الشهادة ـ حسب ما ورد فی القرآن. فهم منصورون إن قُتلوا أو قَتلوا. ومن هنا قال الإمام الحسین(علیه السلام):

«إِنْ نَزَلَ الْقَضاءُ بِما نُحِبُّ فَنَحْمَدُ اللهَ عَلى نَعْمائِهِ، وَهُوَ الْمُسْتَعانُ عَلى أَداءِ الشُّکْرِ، وَإِنْ حالَ الْقَضاءُ دُونَ الرَّجاءِ، فَلَمْ یَعْتَدُّ مَنْ کانَ الْحَقُّ نِیَّتَهُ وَالتَّقْوى سَریرَتَهُ»(11).

فکانت نهضة الإمام(علیه السلام) إحدى المظاهر العظیمة «للعمل بالوظیفة» مهما کانت النتیجة، لذلک قال:

«أَرْجُو أَنْ یَکُونَ خَیْراً ما أَرادَ اللهُ بِنا، قُتِلْنا أَمْ ظَفِرْنا»(12).

 

وبناءً على ما تقدم أتضح أن لا منافاة بین العلم بعاقبة العمل (القتل) والعمل بالوظیفة (النهضة من أجل تشکیل الحکومة الإسلامیة).

ولابدّ من الإشارة إلى نقطة فی الختام وهی أنّ وجود الدافع لتشکیل الحکومة فی هذه الثورة المقدّسة، لا یعنی الظفر عملیاً بتلک الحکومة فی تلک الحقبة الزمانیة، بل کان قتله(علیه السلام)تمهیدا لقطع أیدی سلیلی عصر الجاهلیة عن التطاول مستقبلا على الحکومة الإسلامیة، وهذا ما کان ینشده الإمام(علیه السلام).

أضف إلى ذلک أنّ دوافع ثورة الإمام(علیه السلام) لا تقتصر على ذلک الهدف، فهنالک عدّة أهداف ذات صلة بتحقیق هذه النهضة المقدّسة والتی أشرنا إلیها سابقاً.


1 . مقتل الحسین للخوارزمی، ج 1، ص 160.
2 . بحار الأنوار، ج 44، ص 223-266.
3 . موسوعة کلمات الحسین، ص 296; مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 76. والطریف أنّه ورد شبیه هذا المضمون حین حرکته من مکة وما قاله فی الناس، «من کان باذلاً فینا مهجته موطناً على لقاء الله نفسه فلیرحل معنا» (أعیان الشیعة، ج 1، ص 593).
4 . اللهوف، ص 99-100.
5 . بحار الأنوار، ج 44، ص 364; أعیان الشیعة، ج 1، ص 593.
6 . مقتل الحسین للخوارزمی، ج 1، ص 196.
7 . تاریخ ابن عساکر، ج 33، ص 211 (فصل الإمام الحسین(علیه السلام)).
8 . اللهوف، ص 35.
9 . بحار الأنوار، ج 44، ص 329.
10 . سورة التوبة، الآیة 52.
11 . تاریخ الطبری، ج 4، ص 290.
12 . أعیان الشیعة، ج 1، ص 597.

 

رد الإمام(علیه السلام) وإیفاد مسلم إلى الکوفةتمهید
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma