الفصل الرابع

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
سر مُحاباة عمر لمعاویة!إفرازات خلافة عثمان ودورها فی ترسیخ حکومة بنی أمیة

القضیة الرابعة التی یمکن عدها من جذور حادثة کربلاء، مسألة الشورى المنصبة من قبل عمر التی مهدت السبیل أمام زعامة عثمان وأدّت بالتالی إلى تقویة الجبهة الأمویة. وإلیک مختصر تشکیل هذه الشورى وتسلم عثمان لزمام الأمور:

إنّ عمر لما طعنه أبو لؤلؤة وعلم أنّه میت قال: إنّ رسول الله(صلى الله علیه وآله) مات وهو راض عن هذه الستة من قریش: علی وعثمان وطلحة والزبیر وسعد وعبد الرحمن بن عوف. وقد رأیت أن أجعلها شورى بینهم لیختاروا لأنفسهم. ثم قال: أدعوهم لی، فدعوهم. فنظر إلیهم فقال: أکلکم یطمع فی الخلافة بعدی! فوجموا. فقال لهم ثانیة. فأجابه الزبیر وقال: وما الذی یبعدنا منها! ولیتها أنت فقمتَ بها، ولسنا دونک.

فقال عمر: أفلا أخبرکم عن أنفسکم. فقال لطلحة: لقد مات رسول الله(صلى الله علیه وآله)ساخطاً علیک بالکلمة التی قلتها یوم أُنزلت آیة الحجاب(1). ثم أقبل على علی(علیه السلام)فقال: «للهِ أنتَ لَولا دُعابةُ فِیکَ! أما وَاللهِ لَئِن وَلّیتَهُم لَتَحمِلَنَّهُم عَلى الحَقِّ الواضِحِ والمَحَجَّةِ البَیضاءِ». وقال لعثمان:

«کَأَنِّی بِکَ قَدْ قَلَّدَتْکَ قُرَیْشُ هذَا الاَْمْرَ لِحُبِّها إِیّاک، فَحَمَلْتَ بَنِی أُمَیَّة َوَبَنِی أَبِی مُعِیط عَلى رِقابِ النّاسِ، وَآثَرْتَهُمْ بِالْفَیْءِ، فَسارَتْ إِلَیْکَ عِصابَةٌ مِنْ ذُؤبانِ الْعَرَبِ، فَذَبَحُوک عَلى فِراشِکَ ذَبْحاً»(2).

ثم قال: أدعوا لی أبا طلحة الأنصاری. وقال له: إذا عدتم من حفرتی فکن فی خمسین رجلاً من الأنصار حاملی سیوفکم، فخذ هؤلاء النفر بإمضاء الأمر واجمعهم فی بیت لکی یتشاوروا، فإن أتفق خمسة وخالف واحد فضرب عنقه وإن اتفق أربعة وخالف اثنان فضرب عنقیهما، وإن اتفق ثلاثة وخالف ثلاثة فانظر الثلاثة الذین فیهم عبد الرحمن بن عوف فارجع إلى ما اتفقت علیه، فإن أصرّ الثلاثة الآخرون فاضرب أعناقهم، وإن مضت ثلاثة أیّام ولم یتفقوا على أمر فأضرب أعناق الستة ودع المسلمین یختاروا لأنفسهم. فأول ما عمله طلحة لأنّه أشدّهم أنّه قد وهب حقّه من الشورى لعثمان. وذلک لعلمه أنّ الناس لا یعدلون به علیّاً وعثمان وأنّ الخلافة لا تکون له وهذان موجودان.

وأمّا الزبیر فوهب حقّه لعلی(علیه السلام). وأمّا سعد بن أبی وقاص فقد وهب حقّه لابن عمه عبد الرحمن بن عوف. وعلیه فالشورى تتکون من ثلاثة هم: علی(علیه السلام) وعبد الرحمن وعثمان. ثم التفت عبد الرحمن إلى علی(علیه السلام) وقال: أبایعک على کتاب الله وسنّة نبیّه(صلى الله علیه وآله) وسیرة الشیخین. فأجابه علی(علیه السلام)بعمله بالکتاب والسنّة واجتهاد رأیه. فالتفت عبد الرحمن إلى عثمان وکرر علیه ما قاله. فأجابه عثمان. ثم أعادها علیه ثلاثاً، فکان یجیب بنفس الجواب. فبایعه. وهنا قال له علی(علیه السلام): «وَاللهِ ما فَعَلتَها إلاّ لأنّکَ رَجَوتَ مِنهُ ما رَجا صاحِبَکُما، دَقَّ اللهُ بَیْنَکُما عِطرَ مُنشَم»(3).

وهنا لابدّ من تأمل بعض الأمور:

 

الأول: الطریقة التی تمّت بموجبها تشکیل الشورى من ستة أشخاص أعدت بحیث لا تؤول الخلافة إلى علی(علیه السلام)، فطلحة من قبیلة «تیم» وابن عم عائشة، وهی القبیلة التی ینتمی إلیها أبوبکر والتی لا ترغب فی علی(علیه السلام).

وأمّا سعد بن أبی وقاص فهو من بنی أمیة وقد قتل علی(علیه السلام)أخواله وقرابته فی معارک صدر الإسلام، ومن هنا لم یبایع علیاً(علیه السلام) حتى حین ولی الخلافة، وأکبر مجرم فی واقعة الطف کان ابنه عمر بن سعد، وعلیه فحقده على علی(علیه السلام)واضح لا شائبة فیه. ولهذا لم یکن راغباً فی علی(علیه السلام). الشخص الأخر هو عبد الرحمن بن عوف صهر عثمان، حیث کان زوج شقیقة عثمان أم کلثوم. فلم یکن لعلی(علیه السلام) سوى الزبیر، بینما تتجه سائر الآراء إلى عثمان. وقد أشار علی(علیه السلام) فی خطبته الشقشقیة (الخطبة الثالثة من نهج البلاغة) إلى هذا الأمر فقال:

«فصغا رَجَلٌ مِنهُم لضِغْنِه ومَالَ الآخرُ لِصِهْرِه، مَعَ هَن وَهَن»(4).

أضف إلى ذلک فقد تطرق عمر صراحة إلى عیوب طلحة وسعد بن أبی وقاص وعبد الرحمن بن عوف بما یفید عدم أهلیتهم للخلافة. فقد قال بشأن طلحة: مات رسول الله(صلى الله علیه وآله)ساخطاً علیک بالکلمة التی قلتها یوم أُنزلت آیة الحجاب(5). وقال لسعد بن أبی وقاص إنّک رجل حرب ولا تصلح للخلافة(6). وقال لعبد الرحمن بن عوف: إنّک ضعیف ورجل ضعیف مثلک لا یصلح لهذا الأمر(7). وکأنّی به بهذه العبارات قد منح الأفراد حق التصویت فقط لإختیار علی(علیه السلام) أو عثمان; غیر أنّه رتب الأجواء بحیث ترجح الکفّة لصالح عثمان. ولعل المراقبین کانوا یعتقدون على هذا الأساس أنّ الخلافة سوف لن تؤول إلى علی(علیه السلام) وأشاروا على علی(علیه السلام) بعدم حضور الشورى. فبناءاً على نقل الطبری، أنّ ابن عباس أشار علیه بعدم الحضور، فأجابه الإمام(علیه السلام) بأنّه لا یرید أن تکون المعارضة من جانبه.

فقال له ابن عباس: «إذاً تَرى ما تَکرَهُ»(8) فأمیر المؤمنین علی(علیه السلام) کان یرى ضرورة حضور المجلس لأنّه یعلم بجدارته بالخلافة، وقد استدل على أحقیته بها; إلاّ أنّ الخطة المشبوهة حالت دون انتفاع الأمّة بزعامته(علیه السلام).

أضف إلى ذلک فإنّ علیّاً(علیه السلام) لم یرد أن یُتَّهم بشقّ الصف، والحیلولة دون الزعمه أنّه لو حضر الشورى لحصل على حقّه. ومن هنا رأى(علیه السلام)الصلاح فی حضور مجلس الشورى.

الثانی: ألیس من العجب أن یُخطّط عمر الشورى بحیث تکون الخلافة لعثمان; ذلک لأنّ عثمان قدم خدمة عظیمة لعمر بغیة نیل الخلافة بعد أبی بکر.

قال ابن الأثیر: دعا أبوبکر عثمان حین وفاته لیکتب وصیته فی الخلافة فقال له: أکتب، بسم الله الرحمن الرحیم، هذا ما عهد به أبو بکر إلى المسلمین. أما بعد ... ثم أغمی علیه، فکتب عثمان:

«أمّا بَعْدُ فَإِنِّی قَدِ اسْتَخْلَفْتُ عَلَیْکُمْ عُمَرَ ْبَن الْخَطّابِ وَلَمْ آلُکُمْ خَیْراً».

فأفاق أبو بکر فقال: أقرأ فقرأه. فکبر أبو بکر وقال: أراک خفت أن یختلف الناس إن مت فی غشیتی! قال عثمان: نعم، قال: جزاک الله خیراً عن الإسلام وأهله(9)! وهل هنالک خدمة أعظم من هذه؟!


1 . المراد بآیة الحجاب قوله تعالى، (فأسئلوهن من وراء حجاب) التی نزلت فی نساء النبی(صلى الله علیه وآله) والکلمة التی قالها أنّ طلحة لما أنزلت آیة الحجاب بمحضر ممن نقل عنه إلى رسول الله(صلى الله علیه وآله)، ما الذی یعنیه حجابهن الیوم، وسیموت غداً فننکحهن. والجدیر بالذکر تناقض عمر فی هذه العبارة مع ما قاله بادئ الأمر من أنّ النبی مات وهو راض عن هؤلاء الستة.
2 . شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید، ج 1، ص 186.
3 . انظر: شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید، ج 1، ص 185-188; تاریخ الطبری، ج 3، ص 292-297; الإمامة والسیاسة، ج 1، ص 42 (باختلاف العبارات) ونفحات الولایة، ج 1، ص 368-370.
4 . للوقوف على المزید راجع نفحات الولایة، ج 1، ص 358-366.
5 . شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید، ج 1، ص 184.
6 .المصدر السابق.
7 . المصدر السابق، ص 186.
8 . تاریخ الطبری، ج 3، ص 293. کما ورد فی تاریخ ابن الأثیر: أنّ عباس نهى علیّاً(علیه السلام) عن حضور الشورى (الکامل، ج 3، ص 68).
9 . الکامل لابن الأثیر، ج 2، ص 425; کنز العمال، ج 5، ص 676 و 678.

 

سر مُحاباة عمر لمعاویة!إفرازات خلافة عثمان ودورها فی ترسیخ حکومة بنی أمیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma