طبق روایة عن الإمام الباقر(علیه السلام) أنّ الإمام(علیه السلام) التفت إلى أصحابه قبل شهادته وقال:
«إِنَّ رَسُولَ اللهِ قالَ لی: إِنَّکَ سَتُساقُ إِلَى الْعِراقِ وَهِیَ أَرْضٌ قَدِ الْتَقى بِهَا النَّبِیُّونَ وَأَوْصِیاءُ النَّبِیِّینَ وَهِیَ أَرْضٌ تُدْعى (عَمُوراء) وَإِنَّکَ تُسْتَشْهَدُ بِها وَیُسْتَشْهَدُ مَعَکَ جَماعَةٌ مِنْ أَصْحابِکَ لاَ یَجِدُونَ أَلَمَ مَسِّ الْحَدِیدِ وَتَلى: (قُلْنَا یَا نَارُ کُونِی بَرْداً وَسَلاَماً عَلَى إِبْرَاهِیمَ)(1)»(2).
یتضح عظم مقام أصحاب سید الشهداء(علیه السلام) من خلال هذه العبارات، فقد بلغوا مرتبة من الفناء فی حبّ الله بحیث لم یعودوا یشعرون بطعن أسنة الرماح والسهام لأبدانهم ولا یبدو ذلک مستغرباً، فقد قطعت نسوة مصر أیدیهن دون أن یشعرن لمجرّد عشق عابر، فلا ینبغی لهؤلاء العشاق الذائبون فی الله والشهادة أن یشعروا بضربات السهام والسیوف.
نعم، فهؤلاء إبراهیمیون دخلوا نار نمرودی عصرهم فکانت تلک النار برداً وسلاماً علیهم وقد أنستهم لذّة لقاء المحبوب کل شیء دونه.