2 . الصدقة حرام علینا!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
1 . دخول السبایا إلى الکوفة3 . الخطبة التاریخیة لزینب الکبرى(علیها السلام) فی الکوفة

ویقول رجل یدعى «مسلم الجصّاص»: دعانی ابن زیاد لإصلاح دارالإمارة بالکوفة، فبینما أنا اُجصّص الأبواب وإذا أنا بالزعقات قد ارتفعت من جنبات الکوفة، فأقبلت على خادم کان معنا، فقلت: ما لی أرى الکوفة تضجّ؟ قال: الساعة أتوا برأس خارجیّ خرج على یزید. فقلت: من هذا الخارجی؟ فقال: الحسین بن علی(علیه السلام).

قال مسلم الجصاص: فترکت الخادم حتى خرج ولطمت وجهی حتى خشیت على عینی أن تذهب، وغسلت یدی من الجص وخرجت من ظهر القصر وأتیت إلى الکناسة.

فبینما أنا واقف والناس یتوقّعون وصول السبایا والرؤوس، إذ قد أقبلت نحو أربعین شُقّة تحمل على أربعین جملاً فیها الحرم والنساء وأولاد فاطمة، وإذا بعلیّ ابن الحسین(علیهما السلام) على بعیر بغیر وطاء، وأوداجه تشخب دماً وهو مع ذلک یبکی ویقول:

یا أُمَّةَ السُّوءِ لا سُقْیَا لِرَبْعِکُمُ *** یا اُمَّةً لَمْ تُراعِ جَدَّنا فینا

لَوْ أَنَّنا وَ رَسُولُ اللهِ یَجْمَعُنا *** یَوْمَ الْقِیامَةِ ما کُنْتُمْ تَقُولُونا؟

تُسَیِّرونا عَلَى الاَْقْتابِ عارِیَةً *** کَأَنَّنا لَمْ نُشَیِّدْ فیکُمُ دینا

بَنی اُمَیَّةَ ما هذَا الْوُقُوفُ عَلى *** تِلْکَ الْمَصائِبِ لا تُلبُونَ داعِینا

تُصَفِّقُونَ عَلَیْنا کَفَّکُمْ فَرَحاً *** وَ أَنْتُمُ فی فِجاجِ الاَْرْضِ تَسْبُونا

أَلَیْسَ جَدّی رَسُولُ اللهِ وَیْلَکُمْ *** أَهْدَى الْبَرِیَّةَ مِنْ سُبُلِ الْمُضِلِّینا

یا وَقْعَةَ الطَّفِ قَدْ أَوْرَثْتِنی حَزَناً *** وَاللهُ یَهْتِکُ أَسْتارَ الْمُسیئینا

قال مسلم الجصّاص: وصار أهل الکوفة یناولون الأطفال والذین على المحامل بعض التمر والخبز والجوز، فصاحت بهم اُم کلثوم(علیها السلام):

«یا أَهْلَ الْکُوفَةِ! اِنَّ الصَّدَقَةَ عَلَیْنا حَرامٌ»(1).

کل ذلک والناس یبکون على ما أصابهم، ثمّ إنّ اُمّ کلثوم(علیها السلام) أطلعت رأسها من المحمل، وقالت لهم:

«صَهْ یا أَهْلَ الْکُوفَةِ، تَقْتُلُنا رِجالُکُمْ، وَ تَبْکینا نِساؤُکُمْ؟ فَالْحاکِمُ بَیْنَنا وَ بَیْنَکُمُ اللهُ یَوْمَ فَصْلِ الْقَضاءِ».

فبینما هی تخاطبهنّ وإذا بضجّة قد ارتفعت، فإذا هم أتوا بالرؤوس یقدمها رأس الحسین(علیه السلام)، وهو رأس أزهریّ قمریّ أشبه الخلق برسول الله(صلى الله علیه وآله) ولحیته کسواد السبج.

فالتفتت اُم کلثوم «زینب»(علیها السلام) فرأت رأس أخیها فنطحت جبینها بمقدّم المحمل حتى رأینا الدم یخرج من تحت قناعها وأومأت إلیه بخرقة وأشارت بحرقة إلى رأس أخیها وأخذت تقول :

یا هِلالا لَمَّا اسْتَتَمَّ کَمالا *** غالَهُ خَسْفُهُ فَأَبْدا غُروبا

ما تَوَهَّمْتُ یا شَقیقَ فُؤادی *** کانَ هذا مُقَدَّراً مَکْتُوبا

یا أَخى! فاطِمَ الصَّغیرَةَ کَلِّمْها *** فَقَدْ کادَ قَلْبُها أَنْ یَذُوبا(2)

عندما نلقی نظرة عابرة على هذه الوقائع المفجعة والمحزنة فسوف تتجلى لنا هذه الحقیقة، وهی أنّه على رغم ما بذله الأعداء من إشاعات واعلام مسموم لقلب الحقائق فی نهضة کربلاء وإشاعة أنّ هؤلاء زمرة من الخوارج المحاربین للإسلام، إلاّ أنّه سرعان ما تجلّت الحقیقة وزالت أشکال الوهم والزیف وأدرک أهل الکوفة عظمة الجریمة التی وقعت على مقربة من مدینتهم فاستولى علیهم الحزن والاضطراب بحیث إنّ الکوفة تبدّلت إلى مأتم وتحرّکت المشاعر الحمیمة لمواساة هؤلاء الأطهار وانغرست بذرة الثورة منذ ذلک الوقت ضد الحکومة الطاغیة.


1 . نعلم أن الصدقات على قسمین: صدقات مستحبة وصدقات واجبة، وهی التی یعبّر عنها بالزکاة، والثانی من هذین القسمین من الصدقات حرام على أبناء فاطمة، وکان أهل الکوفة أعطوا لأبناء آل الرسول من هذه الصدقات التی کانوا قد خصصّوها للفقراء والمساکین، وهذا هو ما حمل اُم کلثوم(علیها السلام) على الاعتراض.
2 . بحارالأنوار، ج 45، ص 114-115 (مع اختلاف یسیر)

 

 

1 . دخول السبایا إلى الکوفة3 . الخطبة التاریخیة لزینب الکبرى(علیها السلام) فی الکوفة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma