بعد أن فرغ الإمام(علیه السلام) من کتابة الرسالة سلّمها لمسلم بن عقیل وقال له:
«إِنّی مُوَجِّهُکَ إِلى أَهْلِ الْکُوفَةِ وَهذِهِ کُتُبُهُمْ إِلَیَّ، وَسَیَقْضِی اللهُ مِنْ أَمْرِک ما یُحِبُّ وَیَرْضى، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ أَکُونَ أَنَا وَأَنْتَ فِی دَرَجَةِ الشُّهَداءِ، فَامْضِ عَلى بَرَکَةِ اللهِ حَتّى تَدْخُلَ الْکُوفَةَ ،فَإِذا دَخَلْتَها فَانْزِلْ عِنْدَ أَوْثَقِ أَهْلِها، وَادْعُ النّاسَ إِلى طاعَتی وَاخْذُلْهُمْ عَنْ ألِ أَبی سُفیانَ، فَإِنْ رَأَیْتَ النّاسَ مُجْتَمِعینَ عَلى بَیْعَتی فَعَجِّلْ لی بِالْخَبَرِ حَتّى أَعْمَلَ عَلى حَسَبِ ذلِکَ إِنْ شاءَ اللهُ تَعالى» .
ثم ضمّ ابن مسلم إلى صدره وودعه وبکیا(1)
فانطلق مسلم لیلاً حتى أتى المدینة فصلى فی مسجد رسول الله(صلى الله علیه وآله) وودع من أحبّ من أهله ثم أستأجر دلیلین من قیس فأقبلا به یتنکبان الطریق فضلاً وأصابهما عطش شدید فعجزا عن السیر فأومئا له إلى سنن الطریق بعد أن لاح لهما ذلک (فسلک مسلم وکتب للحسین(علیه السلام) بذلک فواصل الإمام(علیه السلام) مسیرته حتى دخل الکوفة)(2).