یروی السید ابن طاووس: سرّح عمر بن سعد فی یوم العاشر رأس الحسین(علیه السلام)مع «خولی بن یزید الأصبحی» و «حمید بن مسلم الأَزْدی» إلى الکوفة لعبید الله ابن زیاد، وبعد ذلک أرسل بقیة الرؤوس مع «شمر بن ذی الجوشن» و «قیس بن الأشعث» و«عمر بن الحجّاج» إلى الکوفة.
وبقی عمر بن سعد إلى ظهر یوم الحادی عشر فی کربلاء ثم ترک کربلاء إلى الکوفة مع أسرى الحرم الحسینی.
وکانوا قد أرسلوا النسوة على الإبل بدون أقتاب وبلا ثیاب مناسبة فکانوا یقادون بین الأعداء کما تقاد أسرى بلاد الکفر، وفی حالة یرثى لها.
وعندما اقتربت قافلة الأسرى من الکوفة تجمّع أهالی الکوفة للتفرّج علیهم، وأشرفت امرأة من الکوفیّات من سطح دارها فقالت: «مِنْ أَیِّ الاُْسارى أَنْتُنَّ؟»
فقلن: «نَحْنُ اُسارى آلِ مُحَمَّد».
فلما سمعت هذا الکلام نزلت من سطحها فجمعت لهنّ أثواباً وأزراً ومقانع وأعطتهنّ فتغطّین بها.
ولمّا نظر أهل الکوفة إلى المظلومین من سبایا آل محمد(صلى الله علیه وآله) جعلوا ینوحون ویبکون.
فلمّا رأى الإمام زین العابدین(علیه السلام) بکاءهم ونحیبهم، قال: «اَتَنُوحُونَ وَ تَبْکُونَ مِنْ اَجْلِنا، فَمَنِ الَّذی قَتَلَنا؟»(1).