روى المرحوم الطبرسی فی کتابه الإحتجاج: أنّ معاویة لما قتل «حجر بن عدی» وأصحابه، حجّ ذلک العام فلما رأى الإمام الحسین(علیه السلام) قال له: یا أبا عبد الله! هل بلغک ما فعلنا بحجر وأصحابه؟ فقال(علیه السلام): وما صنعت بهم؟ قال: قتلناهم وکفّناهم وصلّینا علیهم! فتبسم الإمام(علیه السلام) ممتعظاً وقال:
«خَصْمُکَ الْقَوْمُ یا مُعاوِیَةُ، لکِنَّنا لَوْ قَتَلْنا شیعَتَکَ ما کَفَّنّاهُمْ وَلا صَلَّیْنا عَلَیْهِمْ وَلا قَبَرْناهُمْ، وَلَقَدْ بَلَغَنی وَقیعَتُکَ فِی عَلیٍّ وَقِیامُکَ بِبُغْضِنا، وَاعْتِراضُکَ بَنی هاشِمَ بِالْعُیُوبِ، فَإِذا فَعَلْتَ ذلِکَ فَارْجِعْ إِلى نَفْسِکَ، ثُمَّ سَلْهَا الْحَقَّ عَلَیْها وَلَها ... فَإِنَّکَ وَاللهِ لَقَدْ أَطَعْتَ فِینا رَجُلا ما قَدِمَ إِسْلامُهُ، وَلا حَدَثَ نِفاقُهُ، وَلا نَظَرَ لَکَ فَانْظُرْ أَوْ دَعْ»(1).
أراد معاویة استعراض عضلاته بذلک الکلام وتهدید الإمام(علیه السلام) والاستخفاف بشیعة علی(علیه السلام); إلاّ أنّ الإمام(علیه السلام) ردّ علیه فألقمه حجراً. کما أشار إلى أحد الجذور المهمّة لشقائه، أی طاعته لعمرو بن العاص.