الفصل الثالث

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
الفصل الثانینظرة إلى الماضی

کان الأنبیاء والأولیاء طیلة التاریخ یعملون جاهدین لتشکیل الحکومة لتحقیق أهدافهم الإلهیة; ذلک لأنّه ممّا لا شک فیه إنّما یمکن فی ظلّ الحکومة سوق الأُمّة إلى القیم المعنویة والإنسانیة والسعی لبسط العدالة الاجتماعیة وإجراء الأحکام الشرعیة بصیغة انضباطیة وحث الخطى لإقامة العدل ودحر الظلم والشرک.

کما یتعذر إجراء أغلب الأحکام دون تشکیل الحکومة أو ـ على الأقل ـ تحقیقها بالشکل المطلوب. وعلى هذا الأساس کان الأنبیاء واستناداً للظروف بیصرّون على تشکیل الحکومة الدینیة، فقد بادر النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) فی أول فرصة لتشکیل الحکومة الإسلامیة فی المدینة وتزعم بنفسه تلک الحکومة. کما نصب علیّاً(علیه السلام)خلیفة له على الأُمّة یوم غدیر خم بأمر الله ومواصلة لحکومة الصالحین. ولذلک رکزت بعض روایاتنا على الولایة والزعامة، ومنها الروایة الواردة عن الإمام الباقر(علیه السلام) حیث قال:

«بُنِیَ الاِْسْلامُ عَلَى خَمْسَةِ أَشْیاءَ: عَلَى الصَّلاةِ وَالزَّکاةِ وَالحَجِّ وَالصَّوْمِ وَالوِلایَةِ»

ثم قال فی رده على سؤال: أیّها أفضل قائلاً:

«اَلْوِلایَةُ أَفْضَلُ، لاَِنَّها مِفْتاحُهُنَّ، وَالْوالِی هُوَ الدَّلِیلُ عَلَیْهِنَّ»(1).

أجل، یمکن توفیر المناخ المناسب فی ظل تشکیل الحکومة الدینیة والحکام  الصالحین لإجراء الأحکام الشرعیة والتحقق العینی لمبادئ وأخلاق وأصول الشریعة. وللأسف لم تحتل زعامة الأمة الإسلامیة موقعها الأصلی عقب وفاة رسول الله(صلى الله علیه وآله)حیث أُبعد أمیر المؤمنین علی(علیه السلام) عن الخلافة، لکنّه(علیه السلام) کان یغتنم کل فرصة لیؤکد على حقّه فی الحکومة ویرى نفسه الأجدر بها من الجمیع. حتى أفضت تلک البیعة الشاملة سنة 35 هـ لخلافته الظاهریة فسعى جاهداً لبسط العدل والقسط وإحیاء القیم الدینیة فی المجتمع آنذاک، لکنّه لم یحقق جمیع أهدافه السامیة إثر العقبات التی خلقتها الفترة السابقة والأحداث العصیبة والمفجعة لعصر الخلافة، وأخیراً شهادته(علیه السلام).

وأمّا مؤامرات معاویة سواء فی عصر أمیر المؤمنین علی(علیه السلام)أو المدّة القصیرة لعصر الإمام الحسن(علیه السلام) وجهود جبهة النفاق لإضعاف الخط العلوی وجهل بعض الناس وتکالب البعض الآخر على الدنیا هی الأخرى أخرجت الخلافة عن مسارها لتستحوذ هذه الطغمة الفاسدة على المقدرات الإسلامیة.

وکان الإمام الحسین(علیه السلام)الوریث الشرعی للحکومة النبویة والعلویة والزعیم الروحی للأُمّة الإسلامیة نهض لإحیاء القیم الإسلامیة وبسط العدل والقسط ومقارعة الظلمة بهدف تشکیل الحکومة الإسلامیة، بحیث إنّ أمکن تحقق ذلک الهدف من خلال تشکیل الحکومة الإسلامیة، وإلاّ فبقتله وصحبه سیکشف الوجه الحقیقی لبنی أمیة ویعمل على اجتثاث الظلم والکفر وینجد الأُمّة الإسلامیة. فقد أعلن الإمام الحسین(علیه السلام)هدفه من نهضته قائلاً:

«اَللّهُمَّ إِنَّکَ تَعْلَمُ إِنَّهُ لَمْ یَکُنْ مَا کَانَ مِنَّا تَنافُساً فِی سُلْطان وَلا الِْتماساً مِنْ فُضُولِ الْحُطامِ، وَلکِنْ لِنُریَ الْمَعالِمَ مِنْ دِینکَ، وَنُظْهِرَ الاِْصْلاحَ فِی بِلادِک، وَیَأْمَنَ الْمَظْلُومُونَ مِنْ عِبادِک، وَیُعْمَلُ بِفَرَائِضِکَ وسُنَّتِکَ وَأَحْکامِکَ»(2).

 

قال الإمام الخمینی(قدس سره) فی بیانه لهذا المطلب:

«... أولئک الذین یظنون أنّ الإمام الحسین(علیه السلام) لم ینهض من أجل الحکومة، کلا هذا الکلام لیس بصائب بل إنّه نهض من أجل الحکومة، لتکون الحکومة لشخص مثل سید الشهداء، مثل أشخاص کشیعة سید الشهداء»(3).

وإن علم الإمام(علیه السلام) أنّه سیقتل فی هذه النهضة. وقال فی موضوع أخر: «لقد کان هذا المعنى سائداً فی حیاة سید الشهداء، حیاة صاحب العصر والزمان(علیه السلام) وحیاة جمیع الأنبیاء منذ آدم(علیه السلام) ولحدّ الآن بحیث یقیمون حکومة العدل مقابل الجور»(4)وعلى ضوء هذه المقدمة نخوض الآن فی سیرة وخطب الإمام(علیه السلام) لإثبات هذا المطلب (النهضة من أجل تشکیل الحکومة الإسلامیة ومواجهة الظالمین).


1 . الکافی، ج 2، ص 18 باب دعائم الإسلام (وتوجد روایات متعددة بهذا المضمون فی هذا الباب).
2 . تحف العقول ص 170 وبحار الأنوار، ج97، ص 79.
3 . صحیفه نور للإمام الخمینی (بالفارسیة)، ج 21، ص 3.
4 . المصدر السابق، ص 4.

 

الفصل الثانینظرة إلى الماضی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma