رغم أنّ مراسم العزاء على خامس آل العباء(علیهم السلام) من أفضل القربات وسبب إحیاء المدرسة الحسینیة وبقاء الشریعة السماویة، لکن ینبغی على المؤمنین أن لا یشوهوا هذا العمل القیم ببعض الممارسات الموهنة والطائشة والقبیحة. فلابدّ من الإبتعاد عن الأشعار الرکیکة والتی لا تلیق بشأن أهل البیت(علیهم السلام) أو المقرونة بالکفر والغلو، والإجتناب عن اختلاط الجنسین فی تشکیل المجالس والهیئات، والإبتعاد عن التطبیر والممارسات التی توجب إضعاف الطائفة فی العالم وتمنح العدو الذریعة وتوجب ضرر البدن، کما یتوجب على الخطباء الأجلاء تذکیر المؤمنین وإرشادهم إلى الآداب الصحیحة للعزاء، وأن یجدوا ویجتهدوا فی بیان أهداف نهضة أبی عبد الله الحسین(علیه السلام) ونشر العقائد المحمدیة الأصیلة وترسیخ المفاهیم الإسلامیة الحقة وإشاعة الأخلاق الحسنة والتضحیة والإیثار، وأن یقتصروا على المصادر المعتبرة فی ذکر مصائب أهل البیت(علیهم السلام)والتحفظ عن القضایا التی لا تنسجم مع عزة وکرامة الإمام الحسین(علیه السلام)، وأن لا تسلم تلک المجالس لسیئی السمعة والجهال من الأفراد، بل یتولاها الصالحون والواعون.

کما ینبغی على النسوة المحترمات رعایة الوقار والحشمة فی حضورهن لتلک المجالس الحسینیة بما یکشف عن هویتهنّ الإسلامیة وعمق صلتهنّ بالمدرسة الحسینیة، إلى جانب مراعاة الحجاب وعدم القیام بأیّة حرکة أو تصرف من شأنه قدح کرامتهنّ فهنّ یتحملنّ مسؤولیة ثقیلة بهذا الشأن.

وعلى الشبان الأعزاء ـ الذین یعدون السند لهذه المجالس ـ أن یغتنموا مجالس الإمام الحسین(علیه السلام)سیما أیام محرم وتاسوعاء وعاشوراء، وأن یمارسوا الحضور الواعی والواسع فی هذه المجالس لیزدادوا إدراکا لمعارفهم المعنویة والدینیة وأن یسعوا إلى إشاعة الثقافة الحسینیة وتعریف الآخرین بهذه الملحمة الربانیة الخالدة.