المیزة الأخرى لهذه الحادثة أنها لم تودِ بحیاة إنسان مؤمن وداعیة حق فحسب، بل إمام معصوم هو خامس أصحاب الکساء وابن فاطمة الزهراء(علیها السلام) بنت رسول الله(صلى الله علیه وآله)بأسلوب مفجع وألیم لا سابق له فی التاریخ ومن قبل جماعة تحسب أنّها من أُمّة النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله).

فقتل الإمام الحسین(علیه السلام)مع تلک المنزلة المعنویة والحسب والنسب فی وضح النهار وبذلک المشهد الذی لم یکن بالعمل الهین بما یسع التاریخ نسیانه. مع أنّ قتل أی إنسان مؤمن وکل نفس محترمة جریمة کبرى، غیر أن قتل رجل هو حجّة الله على الأرض وإمام زمانه والذی نهض لمواجهة الظلم والجور وبتلک الطریقة البشعة یعدّ کبیرة لا یمکن المرور علیها مر الکرام، ویؤید ذلک ماورد من الأخبار والروایات بشأن بعض التغییرات فی السماء والأرض وبکاء أهل السموات والملائکة عقب شهادة الحسین(علیه السلام) والتی ذکرتها مصادر الفریقین(1).

والأنکى من ذلک أنّ الأُمّة التی کانت تزعم أنّها مسلمة وتؤدی ظاهریاً الصلاة وتتلوا القرآن سارعت مکبرة لقتال فلذة کبد نبیّها(2)، فقتلت بقسوة مفرطة أسوة التقوى والإیمان وانتهکت حرمة أهل بیته.

1 . انظر: بحار الأنوار، ج 45، ص 201 - 219; وسیر أعلام النبلاء، ج4، ص 425-428.
2 . کما قال الشاعر، وَیُکَبِّرُونَ بِأَنْ قُتِلْتَ، وَإِنَّما *** قَتَلوا بِکَ التَّکْبِیرَ وَالتَّهْلیلاَ
بحار الأنوار، ج 45، ص 244.