کان الحجاج بن مسروق من أصحاب أمیرالمؤمنین (علیه السلام) وکان یسکن الکوفة، وعندما سمع أنّ الإمام الحسین(علیه السلام)توجه إلى کربلاء خرج من الکوفة لاستقبال الإمام الحسین(علیه السلام) والتحق به فی الطریق(2).
وعندما تصدى جیش الحرّ بن یزید الریاحی لجیش الإمام الحسین(علیه السلام) لیمنعه من التوجه إلى الکوفة، حان وقت الظهر فأمره الإمام بالأذان(3).
وفی «قصر بنی مقاتل» وهو أحد المنازل فی طریق کربلاء توجه الحجّاج بأمر من الإمام الحسین(علیه السلام) نحو «عبیدالله بن الحرّ الجعفی» لیدعوه للالتحاق برکب الإمام الحسین، ولکن عبیدالله لم یقبل(4).
وفی یوم عاشوراء وقد استعر القتال وحمی الوطیس استأذن الإمام الحسین(علیه السلام)للجهاد والخروج إلى المیدان، وبعد أن قاتل الأعداء قتالاً شدیداً رجع إلى مخیم الحسین ووجهه ملطخ بالدماء وأخذ یرتجز ویقول:
فَدَتْکَ نَفْسی هادیاً مَهْدِیّاً *** اَلْیَوْمَ أَلْقى جَدَّکَ النَّبیَّا ثُمَّ أَباکَ ذَا النَّدى عَلِیّاً *** ذَاکَ الَّذی نَعْرِفُهُ الوَصِیّا(4)
فقال له الإمام(علیه السلام): «نَعَمْ وَأَنَا أَلْقاهُما عَلى أَثَرِکَ»(5).
فرجع الحجاج مرّة أخرى إلى ساحة القتال وقاتل قتال الأبطال حتى اُستشهد(رحمه الله).