روى القاضی نعمان المصری(1) أنّ الإمام الحسین(علیه السلام) کتب رسالة لمعاویة أدانه وقرعه فیها على ما ارتکبه من أفعال قبیحة. وممّا جاء فیها:
«ثُمَّ وَلَّیْتَ ابْنَکَ وَهُوَ غُلامٌ یَشْرَبُ الشَّرابَ وَیَلْهُو بِالْکِلابِ، فَخُنْتَ أَمانَتَکَ وَأَخْرَبْتَ رَعِیَّتَکَ، وَلَمْ تُؤَدِّ نَصیحَةَ رَبَّکَ، فَکَیْفَ تُوَلِّی عَلى أُمَّةِ مُحَمَّد(صلى الله علیه وآله) مَنْ یَشْرَبُ الْمُسْکِرَ؟ وَشارِبُ الْمُسْکِرِ مِنَ الْفاسِقینَ، وَشارِبُ الْمُسْکِرِ مِنَ الاَْشْرارِ. وَلَیْسَ شارِبُ الْمُسْکِرِ بِأَمین عَلى دِرْهَم فَکَیْفَ عَلَى الاُْمَّةِ؟! فَعَنْ قَلیل تَرِدُ عَلى عَمَلِکَ حینَ تُطوَى صَحائِفُ الاِْسْتِغْفارِ»(2).
فقد تکهن الإمام(علیه السلام) بالمستقبل المشؤوم الذی ینتظر المجتمع الإسلامی بعد مجیء یزید لیذکّر أباه الضال بذلک، لم تکن لدیه آذان صاغیة لسماع نداء الحق، وظل یسبح فی بحر من أوهامه وخیالاته الفاسدة.