93 . عابس بن أبی شبیب الشاکری

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
92 . یزید بن ثُبَیط94 . حنظلة بن أسعد الشبامی

کان عابس من کبار الشیعة ورئیس قبیلة بنی شاکر. وکان رجلاً شجاعاً وخطیباً مفوّهاً، وعابداً یحیی اللیل بالعبادة، ومن أصحاب أمیرالمؤمنین(علیه السلام)المخلصین.

وعندما دخل مسلم بن عقیل(علیه السلام) الکوفة بذل عابس له نصرته بجمیع وجوده حتى کتب مسلم بن عقیل کتابه إلى الإمام الحسین(علیه السلام) یدعوه للقدوم إلى الکوفة، وأمّا عابس فقد توجّه مع جماعة، منهم شوذب (وهو عتیق عابس الذی اُستشهد فی کربلاء) إلى مکة وحضروا عند الإمام الحسین(علیه السلام) وبقوا معه فی سفره إلى کربلاء.

وفی عاشوراء قال عابس لشوذب: یا شوذب ما فی نفسک أن تصنع؟ قال: وما أصنع! اُقاتل حتى اُقتل.

فقال له عابس: «ذلک الظن بک، فتقدم بین یدی أبی عبدالله، أحتسبک ویحتسبک کما احتسب غیرک، فإنّ هذا الیوم ینبغی لنا أن نطلب فیه الأجر بکل ما قدرنا علیه، فإنّه لا عمل بعد الیوم، وإنّما هو الحساب»(1)..

فتقدم «شوذب» إلى الإمام(علیه السلام) واستأذنه على جهاد الأعداء وتوجّه إلى المیدان ونال وسام الشهادة(2).

وأمّا عابس وبعد استشهاد شوذب جاء إلى الإمام الحسین(علیه السلام)وسلّم علیه وقال: «یَا أَباعَبْدِالله! أَما وَاللهِ ما أَمْسى عَلى ظَهْرِ الاَْرْضِ قَریبٌ وَلابَعیدٌ أَعَزّ عَلَیَّ وَلا أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْکَ، وَلَوْ قَدَرْتُ عَلَى أَنْ أَدْفَعَ عَنْکَ الضَّیْمَ وَالْقَتْلَ بِشَیْء أَعَزّ عَلَیَّ مِنْ نَفْسِی وَدَمَی، لَفَعَلْتُهُ».

ثم قال: «السَّلامُ عَلَیْکَ یا أَباعَبْدِاللهِ! أَشْهَدُ أَنِّی عَلَى هُداکَ وَهُدى أَبیکَ».

ثم إنّه توجّه إلى میدان القتال، یقول ربیع بن تمیم: فلما رأیته مقبلاً عرفته، وقد کنت شاهدته فی المغازی، فکان أشجع الناس، فقلت للقوم: «أیُّها النّاسُ! هذا أَسَدُ الاُْسُودِ، هذا ابْنُ أَبِی شَبِیبِ، لایَخْرُجَنَّ إِلَیْهِ أَحَدٌ مِنْکُمْ». فأخذ ینادی: «ألا رَجُلٌ، أَلا رَجُل»; ولکن مع ذلک لم یتجرأ أحد على البراز له، فلما رأى عمر بن سعد ذلک فقال: «وَیْلَکُمْ! إرْضَخُوهُ بِالْحِجارَةِ مِنْ کُلِّ جانِب».

فلما رأى عابس ذلک ألقى درعه ومغفرته، ثم شدّ على الناس، فوالله لقد رأیته یطرد أکثر من مائتین من الناس، ثم تعطّفوا علیه من کل جانب فقُتل.

یقول «ربیع بن تمیم»: فرأیت رأسه فی أیدی رجال ذوی عدّة، هذا یقول: أنا قتلته! وهذا یقول: أنا قتلته! فقال عمر بن سعد: «لا تختصموا، هذا والله لم یقتله إنسان واحد»(3).

وبعد رأس «عبدالله بن عمیر الکلبی» و«عمرو بن جنادة»، کان رأس عابس الرأس الثالث الذی اُلقی إلى معسکر الحسین(علیه السلام) بعد استشهاد عابس(4).

—–

لقد کان عابس من النوادر فی التاریخ الذین أحاط بهم الأعداء من کل جانب وبقوا یقاتلون العدو ببسالة إلى النفس الأخیر رغم استخدام العدو الوسائل الدنیئة فی المواجهة غیر المتکافئة، بحیث إنّ عابس ألقى أدواته الدفاعیة من الدرع والمغفر وهجم على الأعداء بسیفه المصلت یستقبل السهام والحجارة بصدره وبدنه حتى نال الشهادة فی سبیل الله.


1. إبصار العین، ص 75 .
2. مقتل الحسین، المقرّم، ص 22-23 .
3 . انظر: بحار الأنوار، ج 45، ص 28-29 ; مقتل الحسین، المقرّم، ص 251-252.
4 . إبصار العین، ص 76 .

 

92 . یزید بن ثُبَیط94 . حنظلة بن أسعد الشبامی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma