وکان والده من صحابة رسول الله(صلى الله علیه وآله) ومن أنصار الإمام أمیرالمؤمنین علی بن أبی طالب(علیه السلام)، وقد اشترک فی جمیع حروبه فی الجمل وصفین والنهروان، وأخیراً نال شرف نصرة الإمام الحسین(علیه السلام) فی کربلاء، وقد أوعز له الإمام بأن یتولى إرشاد عمر بن سعد.
وقد استأذن عمر بن قرظة الإمام الحسین(علیه السلام) فی یوم عاشوراء، وتوجّه إلى میدان القتال وهو یرتجز ویقول:
قَدْ عَلِمَتْ کَتیبَةُ الاَْنْصارِ *** أَنِّی سَأَحْمی حَوْزَةَ الذِّمَارِ
ضَرْبَ غُلام غَیْرِ نَکْس شاری *** دُونَ حُسَین مُهْجَتی وَدَارِی
وعندما وقف الإمام الحسین(علیه السلام) فی یوم عاشوراء غیر آبه لسهام الأعداء وقف عمرو بن قرظة مع عدد من الأصحاب أمام الإمام یدفعون عنه السهام بصدورهم ونحورهم إلى أن أکمل الإمام صلاته وقد أصابت عدّة سهام وجه عمرو وصدره وسقط صریعاً على الأرض مع سعید بن عبدالله، والتفت وهو فی الرمق الأخیر للإمام الحسین(علیه السلام) وقال: «أَوَفَیْتُ یا ابْنَ رَسُولِ الله؟».
فقال الإمام: «نَعَمْ، أَنْتَ أَمامِی فِی الْجَنَّةِ فَاقْرَأْ رَسُولَ اللهَ مِنّی السَّلامُ وَأَعْلِمْهُ أَنّی فِی الاَْثَرِ».
ولما سمع عمرو هذه البشارة من الإمام الحسین(علیه السلام) امتلاء قبله بالسرور وأغمض عینه واُستشهد فی سبیل الله(1).