3. الصلح المفروض

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
2. إضعاف موقع الإمام(علیه السلام) من قبل المنافقین وعملاء معاویةالفصل السابع

أخذ جمع من صحب الإمام(علیه السلام) المتخاذلین یتحدثون صراحة عن اعتزال القتال، فی الوقت الذی کان معاویة یجیش الجیوش ویعبئها لقتال الإمام الحسن(علیه السلام).

روى المؤرخ المعروف ابن الأثیر فی کتابه «أسد الغابة» أنّ الإمام الحسن(علیه السلام)خطب الناس ودعاهم لجهاد معاویة، وسألهم: ما تقولون؟ إن کنتم تریدون الشهادة فسلوا سیوفکم وإن أردتم الحیاة والبقیة فقولوا ذلک صراحة. فأجابه العدید منهم: «البَقِیَّة البَقِیَّة»(1). وأشار(علیه السلام)فی هذه الخطبة إلى اختلاف معنویاتهم حین خاضوا معرکة صفین عما هی علیه الآن وقال:

«وَکُنْتُم فی مُنَتَدَبِکُمْ إلى صِفّینْ وَدِینَکُم أمامَ دُنْیاکُمْ فأصْبَحتُم الیومَ دُنَیاکُم أمامَ دِینَکُم»(2).

على کل حال ففی ظل هذه الظروف التی شعر فیها الإمام(علیه السلام) بالغربة والوحدة ولم یبقَ معه سوى ثلة من أهل بیت رسول الله(صلى الله علیه وآله) وخاصة أصحابه فعقد الصلح مع معاویة(3).

وذکر الشیخ المفید(رحمه الله) فی الإرشاد أنّه لم یکن أمام الإمام الحسن(علیه السلام) سوى الصلح فلیس لأصحابه من بصیرة کاملة بالإمام ولا یلتزمون بعهودهم وکان أغلبهم یبیح دم الإمام ومستعد لتسلیمه للعدو، کما ترکه ابن عمّه والتحق بمعاویة (وزبدة القول): «میل الجمهور منهم إلى العاجلة، وزهدهم فی الآجلة»(4).

فالواقع کان الإمام الحسن(علیه السلام) أمام مفترق طرق، فإمّا أن یخوض الحرب التی لا یؤمل فیها نصر، فیضحی بأهل بیته وخاصة أصحابه دون أدنى نتیجة لصالح الإسلام; لأنّ معاویة کان یحمّل الإمام(علیه السلام) بحیله مسؤولیة القتال، وکانت الأمّة تتأثر بألاعیب معاویة، وإمّا أن یصالح لحفظ المصالح الإسلامیة لیکشف اللثام عن الوجه القبیح لمعاویة، فیکشف للأمّة باطن الحکومة الأمویة ویثبت لها عدم التزامه بالعهود الدینیة والسنة النبویة. وعلى ضوء الصلح إثر مؤامرات معاویة وغدر وضعف الأصحاب یفوض الإمام المجتبى(علیه السلام) الخلافة بعد سبعة أشهر(5) إلى معاویة لیتحقق الهدف الثانی.

 وأخیراً فإنّ مؤامرات العدو ووهن صحب الإمام(علیه السلام)ونفوذ المنافقین فی الجیش الإسلامی دعت لذلک الصلح وتسلیم الأمور لمعاویة، وهکذا تحولت الجبهة الأمویة إلى قوّة مطلقة إثر تنامی شوکة معاویة وتفرده رسمیاً بالخلافة، ومنذ ذلک الوقت أخذت العودة إلى الجاهلیة وإسقاط القیم السماویة والسنة النبویة تتسارع وتتسع فی المجتمع آنذاک. وسنتابع فی الفصل القادم مخالفات معاویة ووقوفه بوجه التعالیم الإسلامیة.


1 . أسد الغابة، ج 2، ص 13 و14. کما وردت هذه الخطبة مع اختلاف یسیر فی بحار الأنوار، ج 44، ص 21-22 وروی أنّهم قالوا، «البقیة والحیاة» (لا القتال والشهادة).
2 . أسد الغابة، ج 2، ص 13.
3 . جاء فی التاریخ «فلما أفردوه أمضى الصلح» أسد الغابة، ج 2، ص 14. وورد فی تاریخ الیعقوبی، «فلما رأى الحسن أنّ لا قوة به وأنّ أصحابه قد افترقوا عنه فلم یقوموا له صالح معاویة». (تاریخ الیعقوبی، ج 2، ص 215).
4 . الإرشاد للشیخ المفید، ص 354.
5. أسد الغابة، ج 2، ص 13; تاریخ مدینة دمشق لابن عساکر، ج 13، ص 261.

 

2. إضعاف موقع الإمام(علیه السلام) من قبل المنافقین وعملاء معاویةالفصل السابع
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma